منصة الصباح

غدامس العتيقة .. جوهرة الصحراء أجمل المدن المشيدة بالطوب والطين في العالم

غدامس العتيقة، وصفت بأجمل المدن المشيدة بالطوب والطين في العالم، عبر روائع تتجلى في طراز هندسة شوارعها المسقوفة الفريد، وغزارة الفنون المعمارية الرائعة، ما جعل منها مثالاً فريداً ينم عن عبقرية هندسية، وكنز ثري يعبر عن فن الإنشاءات الطينية والطوب، واستثناء يشهد على التكييف الطبيعي، وتفاعل الإنسان مع البيئة والمحيط، كما تلقب بجوهرة الصحراء.. الذي اكتسبته من جدران بيوتها ناصعة البياض، وروعة وبهاء معمارها الفريد.

 

جانب من مدينة غدامس

وأفادت إدارة الترويج والتنشيط السياحي بوزارة السياحة أن موقع مدينة غدامس العتيقة البالغة مساحته 10 هكتارات، نال الاعتراف بقيمته العالمية الاستثنائية، كونه مثالًا بارزًا على نوع من البناء المعماري ومشهد يوضح مرحلة هامة في تاريخ البشرية، ويكتسي أهمية علمية حاسمة في دراسة المجتمعات الصحراوية، ومثالاً نادراً عن المباني المشيدة بالطين الهش.

ويبلغ طول التجمع السكني حوالي 2 كم من الشمال للجنوب ونحو 1.5 كم من الشرق للغرب، ويقدر اجمالي عدد المباني السكانية بمدينة غدامس القديمة، بحوالي 1081 مبنى، مقسمة إلى 247 منزل بشارع تصكو، ونحو 213 بيت بشارع درار، و169 منزل في شارع مازيغ، بينما بلغ عدد بيوت شارع تنقزين 133 منزل، وتفرفرة 90 منزلاً، في حين قدر عدد المنازل بشارع جرسان حوالي 128 بيتاً، وبليل 101 منزل.

جانب من مدينة غدامس

يقال أن البيت الغدامسي يحتاج إلى 10 آلاف طوبة طينية لاستكماله، ويبلغ متوسط ارتفاع البيت الغدامسى ما يقارب 12 متر مقسمة على ثلاث طوابق، وتتراوح مساحته مابين 30 – 50 متراً مربعاً.

وتغطي الأسقف 80% من الشوارع والأزقة، التي تفضي في نهاياتها إلى الساحات ملتقى أهل غدامس، وتجمعات ممارسة النشاط التجاري، ومن الملاحظ في ساحات المدينة هو انتشار المجالس على جنبات الساحات إلى جانب الأقواس، ومن أشهر ساحات المدينة ساحة الحرية أو ساحة السوق الواقعة بين حيي وازيت ووليد وتعد الساحة الرئيسية للمدينة.

وتضم غدامس ما يقارب من 106 مبنى مخصص للأغراض الدينية، من جوامع ومساجد وزوايا قرآنية وزوايا صوفية وكتاتيب، ولم تكن مساجد المدينة مجرد أماكن للعبادة فقط، بل كانت نقطة التقاء ومكان الاجتماعات والتشاور في إدارة شؤون المدينة.

جانب من مدينة غدامس

عيون غدامس

عين الفرس.. وهبت الصحراء.. مدينة غدامس قبل أربعة آلاف سنة، مانحة النماء والاخضرار وسط محيطها الصحراوي، عبر نظام ري وسقاية عبقري وفريد، أثمر عن بروز 1402 مزرعة وبستان، تغطي مساحة 162.5 هكتار، وسط غطاء نباتي كثيف من الأشجار المثمرة، لمقاومة التصحر وخلق نوع من المتنفس الطبيعي، فضلاً عن كونها مصدر للغذاءـ.

تتوزع مياه عين الفرس وسواقيها كالعروق في الجسد، وتمد المدينة بسر الحياة.. من الأحياء السكنية إلى المزارع، عبر سواقي ساقية تصكو- تاروط- تنقبشتين- تنجناون- تتدفران.

جانب من مدينة غدامس

مزارات غدامس

تتنوع متعة العين.. وتزهو النفس بتنوع المعالم والصروح المزينة ببذخ وروعة وبهاء.. عبر مزارات سياحية، يبلغ عددها نحو 161 معلمًا بين مساجد وذات طابع ديني وأبواب وساحات ومدارس وقنصليات أجنبية، وأخرى خدمية، ومقهى وأسواق وذات طابع صناعي ومنازل مخصصة للضيافة.

تنقسم غدامس القديمة إلى حي وازيت جنوب شرقي، ويحده شرقاً فضاء “بامبرين”، وشمالاً سوق القادوس، أو ميدان الحرية، وجنوباً شارع الظهرة، والبر، أما حي وليد الواقع شمال غرب البلة، فتحده شرقاً “تيسكين”، وغرباً ميدان المشرح، أو ميدان عين الفرس، وساقية تالة، وشمالاً سواني طارط، وتالة، وجنوباً ميدان القادوس.

تبرز تقسيمات الشوارع بالبلدة القديمة، بعلامات مميزة للحدود، ورموز خاصة بكل شارع، فيلاحظ أن شارع تصكو تم تمييزه بعلامة “أاس”، ودرار بعلامة ” عس”، أما مازيغ فيرمز له بعلامة ” حس”، وتونين ” عصيده”، وجرسان “موس صيلة”، وتفرفرة “عيس”، وتنقزين “موس”، وبليل “سيف”، ويمكن مشاهدة تلك العلامات لمعروفة محلياً بالسمية، أعلى المداخل المؤدية إلى أحياء المدينة.

جانب من مدينة غدامس

تنتشر في حيي وليد ووازيت، اليوم 27 بيت تقليدي، يطلق عليها “دن” التي تعني لام التعريف في اللغة العربية، تقدم الوجبات التقليدية من كسكسي، والفتات، وغيرها من الأكلات الشعبية، على مائدة الغذاء أو العشاء في تجربة فريدة يصفها السياح بالأقرب إلى أجواء الشرق الساحرة.

شاهد أيضاً

النيابة تأمر بحبس مسؤولي لجنة رعاية شؤون الجرحى في الأردن بين 2012 إلى 2017

  أمر مكتب النائب العام بحبس مسؤولي لجنة رعاية شؤون الجرحى في الأردن بين عامي …