منصة الصباح

احنا اللي علينا درناه

باختصار

يفاجئنا الممثل الليبي فضيل أبو عجيلة الذي أشتهر بتجسيده لشخصية (خالتي مشهية)، بتدوينة له على حسابه الشخصي بموقع فيس بوك، بُعيد انطلاق الدورة الثانية عشر للمهرجان الوطني للفنون المسرحية الذي تحتضنه عاصمة كل الليبيين طرابلس، حيث علق على انطلاق فاعليات هذا المهرجان بعبارات لم أجد لها تفسيراً غير أنها مزايدة لا طائل منها.

أليس عبد الباسط أبوقندة أو ما أسميته في تدوينتك بعبد الباسط الغرياني، هو زميل لك في مهنة تصنف بأنها من الفنون التي تجمع ولا تفرق ؟ أليس عبد الباسط أبو قندة هو ابن مهنتك التي ينتظر جمهورها فناً يبتعد عن كل ما يغذي النعرة الجهوية والقبلية؟

فما علاقة لقاء الفنانين والمسرحيين الذين جاءوا لعاصمتهم من كل المدن والمناطق الليبية بالإخوان وبجيش الكرامة؟ أم أنك تريد فقط أن تبين أنك أكثر وطنية من كل الذين حضروا وشاركوا وأبدعوا في هذا العرس المسرحي البهيج ؟، أم تراك تريد ايصال رسالة مزايدة وطنية لمن يهمك أمرهم لتقول لهم : أنا لست من المشاركين ؟ عملاً بالقول:” أحنا اللي علينا درناه. كنت لست من أبناء مهنتك…. لكني من أبناء وطنك ووطن كل الذين حضروا وشاركوا في هذا المهرجان، لكني فرحت فرحاً جماً برؤية الفنانين أمثال : فرج عبد الكريم، وعبد السيد أدم، وصلاح الشيخي، ونزار الهنيد، ومحمد الصادق…. وغيرهم من القادمين من الشرق الحبيب وهم يعانقون زملاء لهم من مدن الغرب والجنوب…. حتى كادوا يبكون من شدة الفرح.

لست مدافعاً عن أحد بشخصه، لكن ألمني ما كتبه فنان ليبي ما كان عليه كتابة ما كتب، أنه يجب على أحد أن يذكر الممثل (فضيل أبو عجيله أن عودة الحياة المسرحية في عاصمة ليبيا تعني عودة الحياة للفكر والوعي الليبي السليم الذي ينبذ العنف والحرب والتطرف، تعني أيضاً عودة الأمن والأمان في العاصمة ليس فقط الأمن الحسي….. بل أيضاً شقه المعنوي المتمثل في الأمن الفكري للفنانين والمبدعين والنقاد والكتاب والصحفيين في التعبير عن الآراء بحرية عبر مختلف الأنشطة المسرحية أو المصاحبة للمهرجان.

 د. علي عاشور

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …