منصة الصباح
أبو القاسم عمر صميدة
أبو القاسم عمر صميدة

عظمة‭ ‬الخالق‭ ‬

نقطة‭ ‬بيضاء

بقلم /د‭. ‬أبولقاسم‭ ‬صميدة

‭ ‬
‭ ‬يكره‭ ‬الملحدون‭ ‬القانون‭ ‬الثانى‭ ‬للديناميكا‭ ‬الحرارية‭ ‬لأنه‭ ‬يثبت‭ ‬بطلان‭ ‬الإلحاد‭ ‬ويثبت‭ ‬وجود‭ ‬الخالق‭ ‬العظيم‭ ( ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ) ‬فهو‭ ‬قانون‭ ‬فيزيائى‭ ‬بحت‭ ‬وملخصه‭ ‬بتشبيه‭ ‬أقرب‭ ‬هو‭ ( ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬منتظم‭ ‬مصيره‭ ‬البعثرة‭ ) ‬وهو‭ ‬يسمى‭ ‬فى‭ ‬الكيمياء‭ ‬بالتآكل‭ ‬وفى‭ ‬الجغرافيا‭ ‬بالتصّدع‭ ‬وفى‭ ‬البيولوجيا‭ ‬بالشيخوخه‭ ‬وفى‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬بالفساد‭ ‬وملخص‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬جديد‭ ‬يصبح‭ ‬قديم‭ ‬،‭ ‬ولأن‭ ‬الكون‭ ‬منتظم‭ ‬فالشمس‭ ‬تشرق‭ ‬بموعد‭ ‬وتغيب‭ ‬بموعد‭ ‬لا‭ ‬يتغير‭ ‬إلا‭ ‬بنظام‭ ‬محسوب‭ ‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬القمر‭ ‬يبدأ‭ ‬هلالاً‭ ‬صغيرا‭ ‬ويكتمل‭ ‬فى‭ ‬انتظام‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬يصبح‭ ‬بدراً‭ ‬ثم‭ ‬يعكس‭ ‬الامر‭ ‬متدرجاً‭ ‬فى‭ ‬منازله‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬كالعرجون‭ ‬القديم‭ ‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬تبادل‭ ‬مجىء‭ ‬الليل‭ ‬والنهار‭ ‬فى‭ ‬دقة‭ ‬وانتظام‭ ‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬مواقع‭ ‬نجوم‭ ‬السماء‭ ‬الدنيا‭ ‬كلٌ‭ ‬فى‭ ‬فلكه‭ ‬ومكانه‭ ‬يتلألأ‭ ‬مثلما‭ ‬يسطع‭ ‬ضوء‭ ‬الشمس‭ ‬بنفس‭ ‬الكيفية‭ ‬والكمية‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬للحرارة‭ ‬صيفا‭ ‬وانخفاضها‭ ‬شتاءًا‭ ‬فى‭ ‬منطقتنا‭ ‬الجغرافيه‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬للحركة‭ ‬المنتظمة‭ ‬للأرض‭ ‬وللشمس‭ ‬فكل‭ ‬فى‭ ‬فلك‭ ‬يسبحون‭ ‬،‭ ‬كذلك‭ ‬حركة‭ ‬الانهار‭ ‬وجريانها‭ ‬والبحار‭ ‬والمحيطات‭ ‬وامواجها‭ ‬فكل‭ ‬ذلك‭ ‬يقع‭ ‬فى‭ ‬نظام‭ ‬أبدى‭ ‬لا‭ ‬يتغير‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬العقل‭ ‬الانسانى‭ ‬يطرح‭ ‬السؤال‭ ‬التالى‭ ‬؛‭ ‬ما‭ ‬الذى‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬قائما‭ ‬ومستمراً‭ ‬ومنذ‭ ‬القدم‭ ‬ومنذ‭ ‬ان‭ ‬خٌلق‭ ‬الانسان‭ ‬؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يشيخ‭ ‬العالم‭ ‬بشمسه‭ ‬وقمره‭ ‬؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يتغير‭ ‬قانونه‭ ‬وسننه‭ ‬؟‭ ‬ولو‭ ‬حاولنا‭ ‬تفسير‭ ‬الأمر‭ ‬حسب‭ ‬القانون‭ ‬الثانى‭ ‬للديناميكا‭ ‬الحرارية‭ ‬سنجد‭ ‬ان‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتفسير‭ ‬الا‭ ‬وفق‭ ‬حقيقة‭ ‬واحدة‭ ‬وهى‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬قوة‭ ‬عظيمة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬النظام‭ ‬واستمراره‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليه‭ ‬،‭ ‬ولذا‭ ‬فهذا‭ ‬القانون‭ ‬هو‭ ‬اكبر‭ ‬حجة‭ ‬ودليل‭ ‬على‭ ‬ضلال‭ ‬الملحدين‭ ‬وحيودهم‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭ ‬المستقيم‭ ‬وعلى‭ ‬عدم‭ ‬رؤيتهم‭ ‬للحقيقة‭ ‬،‭ ‬فكل‭ ‬شىء‭ ‬فى‭ ‬الكون‭ ‬يتحرك‭ ‬ويتغير‭ ‬ويجرى‭ ‬ويمر‭ ‬ولكن‭ ‬وفق‭ ‬قانون‭ ‬ربانى‭ ‬عظيم‭ ‬ووفق‭ ‬سنن‭ ‬إلاهية‭ ‬دقيقة‭ ‬،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬عبث‭ ‬فى‭ ‬الكون‭ ‬أو‭ ‬عشوائية‭ ‬أو‭ ‬خلل‭ ‬،‭ ‬فعلى‭ ‬الانسان‭ ‬ان‭ ‬يتأمل‭ ‬عظمة‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬وان‭ ‬يٌجل‭ ‬الخالق‭ ‬وإبداع‭ ‬الخالق‭ ‬وصنع‭ ‬الخالق‭ ‬،‭ ‬واعظمه‭ ‬هو‭ ‬خلق‭ ‬الانسان‭ ‬نفسه‭ ‬وعقله‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يسخره‭ ‬للخير‭ ‬والمحبة‭ ‬واحترام‭ ‬الناس‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬والكراهية‭ ‬واللصوصيه‭ ‬والقتل‭ ‬وهتك‭ ‬الحٌرمات‭ ‬والدماء‭ ‬والاعراض‭ ‬،‭ ‬فخالق‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬وقوته‭ ‬وجبروته‭ ‬وشدته‭ ‬وعدالته‭ ‬ستحاسب‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬انه‭ ‬فوق‭ ‬المحاسبة‭ ‬او‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬سلطة‭ ‬لأحد‭ ‬عليه‭ ..‬

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …