منصة الصباح

يا مجلسنا الأعلى للقضاء..

يا مجلسنا الأعلى للقضاء..
———-

عبدالرزاق الداهش

ظلَّ القضاءُ الليبي في أصعبِ الظروف أكثر استقلالية، ولعلَّ سبب ذلك أنه كان فوق مستوى الصراعات..
وكسبت المؤسسة القضائية الاحترامَ، وحتى الاعتزاز، وبقت موحدة، رغم كل الانقسامات المؤسساتية..
تجنّبت المحاكم، حتى بالتأجيل، الكثيرَ من القضايا، بمنطق “عدالة مُعطَّلة افضلُ ألف مرة من ظُلمٍ عامل”..
المشكلة في ليبيا ليست قانونية، بل سياسية أحياناً، وأخلاقية في غالب الأحيان..

لهذا، كان على القضاءِ الليبي أن يبتعد عن شرِّ الصراعات، و” العزوبيةُ أفضلُ من مهمةِ الزوج المُحلِّل”..
أما أن يتحول قضاؤنا إلى كما لو أنه برنامج ما يطلبه المستمعون، فهذا لا يخدم العدالة، ويُربك المشهد..

ما يقومُ به “عقيلة” إدخاله شعبان السلطة التشريعي، في رمضان القضائية، بالتأكيد مرفوض..
وتدخّل السلطة القضائية في عمل السلطة التنفيذية لا يمكن أن يكون مقبولاً..

القضاءُ هو خط دفاعنا الأخير، وديغول عندما عرف أن القضاء الفرنسي بخير، حتى مع الاحتلال الفرنسي، قال: “إذن نستطيع بناء فرنسا من جديد”..
وتشرشل قال ذات حربٍ: “القضاءُ بخير، فلا تقلقوا على بريطانيا”..

فيا مجلسنا الأعلى للقضاء، نريد أن تكونَ ليبيا بخير…
وعلى الجميع احترام القضاء، الموظف، والطبيب، والتاجر، وسائق التاكسي، وقاضي محكمة استئناف بنغازي أيضاً..

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …