منصة الصباح

مرارة في الحلق

عبد الرزاق الداهش

قلق، وحزن، وخيبة، ومعجون من هذا القبيل ظاهر على وجوه الناس، وحتى على الحيطان، ولافتات الشوارع.

وسؤال صغير، وكبير في آن، يفتحه مواطن بسيط كجرح غائر:

متى تستريح طرابلس؟

من حرب فجر ليبيا، إلى حرب الكانيات، إلى حرب طرابلس.

وبين كل حرب وحرب، حرب أخرى، أطرافها في كل مرة هم الإخوة الأعداء.

والمحصلة: مشتقات المعارك، أيتام، وأرامل، وثكالى، ووجع يكسر الظهر، ويقطع القلب.

نحاول في كل مرة أن نتعاطى مع هذه التراجيديا بذاكرة مثقوبة.

“النسيان ملاك رحيم”؛ كلمة كان قد قالها شيطان إسرائيلي ذات استرخاء.

العيش في ترانزيت لا حرب ولا سلم، ممل، ومزعج، وموجع أكثر.

ماذا ننسى، وماذا لا ننسى؟

جثث مجهولة في الفريزرات، وأخرى مدفونة في مقابر جماعية، وموتى بلا شهادات وفاة.

مشاهدة صادمة، تُظهر حالة غريبة في استسهال القتل، والقاتل والمقتول ليبي.

مشاريع موتى، وأطفال صغار يُصابون بمرض السكري من النوع الأول، وأسئلة طائشة.

هل هناك ما هو أغلى من حياة إنسان؟

لماذا هذا الفائض من الحقد والضغينة؟

كم نحتاج من دماء لكي نروي عطش هذه الوحشية؟

وعلى ماذا كل هذا الفاقد من الأرواح، والفاقد من الممتلكات؟

ماذا لو خيّروك أن تكون رئيسًا مقابل أن تخسر حياة والدك أو أمك؟

تتناسل الأسئلة الحائرة في رؤوسنا:

كيف لليبي أن يقتل ليبيًّا آخر، ثم ينام، ويأكل، ويشرب، واضعًا رجلًا على رجل، وهو يتصفح الفيسبوك؟

ما يحدث غير طبيعي، وما يحدث يحتاج إلى دراسة، ويحتاج إلى تفحّص نفسي واجتماعي.

لتذهب المناصب إلى الجحيم، ولتذهب المكاسب إلى الجحيم.

مرارة في الحلق، ومرارة في حبر الكتابة، وليس أمامنا إلا الاستقواء بثقتنا في الله

شاهد أيضاً

الأهلي طرابلس يتألق في تصفيات BAL 2025

سجّل الأهلي طرابلس حضورًا استثنائيًا في تصفيات بطولة BAL 2025، بعد أن بصم على مسيرة …