عبد الرزاق الداهش
أنا وانت وأغلبنا نستفيد من دعم المحروقات، وندفع ثمن لتر واحد لنحصل عن 30 لترا.
زد على ذلك فإننا نستهلك 10 كيلو وط من الكهرباء وندفع مقابل ذلك ثمن كيلو وط واحد فقط.
في العالم الطاقة هي الأغلى، وفي ليبيا هي الأرخص.
واذا خطر ببالنا الحصول على قنينة نصف لتر ماء من المقهى الملاصق لمحطة الوقود سندفع ثمن ثلاثة لترات بنزين وثلث زيادة.
في تونس لتر البنزين بما يلامس الخمسة دينارات يعني ما يعادل سعرها بليبيا 33 مرة.
أما في مالطا فالسعر يصل 10 دنانير، وتركيا 9، وإيطاليا 11 ولبنان 6.
فهل يعقل أن يصل فارق السعر 70 ضعفا، ولا نريد تهريب؟ على أي ملائكة نراهن؟
المفارقة في إيطاليا وربما قبرص أيضا، أننا نورد منها البنزين بسعر عالي، ونبيعه لها بثمن
دروش، سوء تقدير، سوء طالع هذه هي الحقيقة، نحن ندعم منظمات جريمة، ودول، ولصوص.
حجم الدعم يسيل لعاب الكثير، وفي كل مرة الرقم يتضخم حتى صار يدور في 60 مليار دينار.
وبحسبة بسيطة سوف نكتشف أن كل ليبي بما ذلك الذين مازال في الحضانة يدفع 6 آلاف دينار.
يعني فاتورة اسرة من خمسة افراد تصل إلى 30 ألف دينار، وأحيانا هذه الأسرة لا تملك حتى نصف سيارة.
فكرة استبدال الدعم العيني بالنقدي، رفضنها، وشيطناها، ليس لكونها سيئة، ولكن لأن الحكومات لم تكن صادقة.
الدعم النقدي يجعلك تفكر، وتدبر، وليس الحكومة.
المهم الدعم في الحقيقة مشكلة حتى لو رأيناه حلا، وجبل الدعم يكبر، واذا لم نرفعه، هو من سيرفعنا.
بواخر بدل أن تجيء بحمولتها إلى شرق ليبيا تفرغها على سواحل لبنان.
من طبرق إلى زوارة ودعم المحروقات صار بقرة فريزين لبعض لدول، ومنظمات الجريمة المنظمة.
لابد ان يقف هذا الهدر، ولا بد ان يقف هذا العبث، وأرقام الدعم اولى بها الليبي قبل المالطي، والقبرصي، والتركي.
لنبدأ برفع الدعم بالتدريج، خطوة بربع، خطوة بنصف مقابل دعم نقدي مرافق وبالتدريج.
سوف يأتي شهر يونيو، وندخل نوبة، أو أزمة محروقات، ونعود لقاعدة الخام مقابل المشتق.
لابد من عودة العقل، وإعادة الثقة، قبل ان يجيء يوم، لا نجد لا عقل، ولا ثقة، ولا زيت قهوي.