عبد الرزاق الداهش
مقهى في منطقة نائية يحمل تسمية “كفي دي نابولي”، ومقهى آخر كُتب عليه “ذا توب كافي” بحروف لاتينية.
هذه المنطقة النائية لم يدخلها إيطالي أو إنجليزي منذ الحرب العالمية الثانية.
لماذا ليس مقهى نالوت، أو مقهى مرتوبة، أو بوعجيلة؟
هل سيتغير مذاق القهوة، أو رائحة الهال لو أسمينا المقهى القطرون، أو جندوبة، أو مكنوسة؟
وهل للمفردات الإيطالية والإنجليزية إيقاع خاص وموسيقا خاصة لا تتوفر في المفردات الليبية؟
كيف نقنع “بريوش فتحي” الأكثر شهرة في طرابلس بتغيير تسميته إلى “جريبالدي” أو “صوفيا لورين”؟
ثم نعيد لميدان الشهداء اسمه القديم “بياتسا إيطاليا”، وشارع عمر المختار إلى “سيشيليا”، وميدان الجزائر إلى “ميدان الكتدرائية”؟
شغف أو صرعة لا أجد لها مبررًا في استعمال التسميات الأجنبية بحروف لاتينية كبيرة ومضاءة.
مقاهٍ، ومطاعم، ومحال تجارية، وصالات عطر، وحتى مصحات طبية أخذت تسميات أجنبية بحروف لاتينية.
مركز تجاري وكيل لعلامة تجارية يمكن أن يُسمى بالعربية مع العلامة التجارية.
فرع لإحدى الشركات الأجنبية يمكن أن يُسمى بالعربية مع “لوجو” الشركة.
أما “كفي دي روما” وأنت في قلب طرابلس وبالقرب من ميدان الشهداء الذي عُلقت فيه رقاب أربعة عشر ليبيًا من قبل الاحتلال الإيطالي، فلا أجد تفسيرًا لها.
لدينا لغات وطنية، لدينا مدن، لدينا معارك، يعني ماذا لو أسمينا تلك المقاهي تاقرفت، جنان النوار، المحروسة، وأسماء أخرى رنانة ولها موسيقى.
قهوة العجيلات لم تكن فقط مقهى، كانت معلمًا في طرابلس.
أما غير ذلك، فليس لي ما أقول إلا: “ربي يثبت علينا العقل والدين”.