منصة الصباح
طرابلس القديمة:تاريخ ينهار وحياة في خطر

طرابلس القديمة: تاريخ ينهار وحياة في خطر..

استطلاع: عفاف التاورغي
تصوير: عمر النجار

في طرابلس القديمة، يتحوّل المطر من نعمة إلى كابوس يعيد تذكير السكان بضعف بيوتهم وتهالك مبانيهم. ففي كل شتاء، تتجدد المعاناة في أحياء أبو مشماشة وابوالخير والمسيرة وشارع عمر المختار وشارع شوقي، حيث يعيش الأهالي تحت أسقف متصدعة لم تصلها يد الترميم منذ عقود طويلة.

صحيفة الصباح جابت الأزقة والحواري، واستمعت لكل صوت وصل صداها إلى مقر الصحيفة، أصوات تبحث عن حل قبل أن يسقط السقف فوق رؤوس أصحاب البيت.

الصحفية /عفاف التاورغي تحاور أحد المواطنين
الشارف الحبيش: ستة عقود تحت تهديد السقوط

في شارع شوقي يروي الشارف الحبيش، الذي عاش ستين عامًا في مبنى متهالك، قائلاً إن كل قطرة مطر تعني احتمال الموت، ورغم توثيق النيابة العامة لخطورة المكان، فإن المساعدة المتاحة لا تتعدى 500 دينار، وهو مبلغ لا يرمم غرفة واحدة.

 

آمال قرير: الرطوبة تلتهم الجدران

في ابوالخير تصف آمال قرير ما يتعرض له بيتها من تهالك مستمر رغم إصلاحه على حسابها، مؤكدة أن الوعود الرسمية تتكرر دون تنفيذ، وأن عمارة كاملة مهددة بالسقوط.

خديجة الورفلي: صبر انتهى

من المسيرة الكبرى تقول خديجة إن المنطقة غير صالحة للعيش ورغم الشكاوى والزيارات، لم يتغيّر شيء، والخطر يتزايد.

جمال عبوده: معاناة بلا حدود
المرض وانتشار القوارض مأساة مشتركة في أغلب الأحياء

في أبو مشماسة يؤكد جمال أن المرض وانتشار القوارض وسوء الخدمات مأساة مشتركة في أغلب الأحياء، وسط غياب الحلول الحكومية.

مهند الزرقاني وأمه نجية: بين الفقر والماء الملوث

يقول مهند من شارع المسيرة إن السكان يعيشون كأنهم في حصار، وسط حرائق ونقص ماء وبئر ملوث. وتضيف والدته نجية أن الفقر والبرد يرهقان الجميع، بلا جهة تسمع أو تتدخل.

هدم أم ترميم؟ خلاف لا ينتهي

آراء الأهالي تراوحت بين من يرى أن الهدم وإعادة البناء هو الحل وفق القانون رقم 4، ومن يعتبر أن الصيانة مسؤولية السكان، بينما يرى آخرون أن المباني التاريخية تستحق ترميمًا يحفظ قيمتها ويمنع إزالتها.

صرخات تصل إلى مقر الصحيفة

خلال جولة الصباح، وثّق الفريق صرخات أطفال تحت أسقف هشة، ونساء يطبخن بجوار جدران متشققة، ورجال ينامون لا يعرفون إن كانوا سيصمدون حتى الصباح.

في المدينة القديمة: قطرة مطر تعني احتمال الموت
خلاصة الاستطلاع

تكشف الجولة عن مبانٍ خطرة، إهمال طويل، نقص خدمات، مياه ملوثة، انتشار القوارض، ومواطنين يعيشون بين الخوف والحنين إلى بيوتهم القديمة، الأهالي اليوم لا يطلبون أكثر من تدخل حكومي عاجل، قبل أن ينهار ما تبقى من طرابلس القديمة فوق أهلها وتاريخها.

شاهد أيضاً

غياب التسعيرة على السلع: فوضى تُربك المواطن وتفتح باب الاستغلال

غياب التسعيرة على السلع: فوضى تُربك المواطن وتفتح باب الاستغلال

استطلاع وتصوير / التهامي بلعيد تُعد مشكلة عدم وضع الأسعار على السلع في الأسواق من …