منصة الصباح

ضريحٌ شاهقٌ للقارئ المجهول

عبد الرزاق الداهش

كنتُ ذات طاولة إفطار، أتصفحُ جريدةً ورقية بأحد الفنادق التونسية.

كانت متدربة ليبية (كما عرّفت بنفسها)، تسألني: هل أنت ليبي؟
وهل يسألون الماء هل أنت ماء؟

أقصد: هل استطيع أن أكون غير هذا المعجون الذي أسمه ليبي؟

قالت المتدربة: لم أصادف ليبيًا يقرأ صحيفة أو كتاباً منذ أن كنت طفلة.

كان لابد أن يستفزني ذلك، وأنا الذي لو حللوا دمي لوجدوه حبراً زيادة.

استدعت ذاكرتي سؤال: لماذا الشعوب في أمة إقرأ لا تقرأ؟

إذا كان المعلم لا يطور في الطالب غريزة الفضول المعرفي، وحب الاطلاع، كيف يمكن أن نتربّى على القراءة؟

إذا كان المقصف المدرسي أهم من المكتبة، وساندوتش الجبنة أفضل من الكتاب، كيف نغرس في رأس الاطفال عشب القراءة؟

نصف مشاكلنا أننا لا نقرأ، وحتى إذا قرأنا لا نعرف ما ينبغي قرأته.

في العالم تُطبع الكتب بالملايين، وفي العالم العربي بالمئات.

أفضل الكتب قراءة في العالم هي كتب الفكر والمعرفة، ولدينا تتعلق بالطعام، أو كيف تصبح مليونيرا.

لا أحد يولد وهو لا يحب القراءة، ولكن يوجد لدينا معلم يمكن أن يُكرِهك في كتاب القراءة..

شاهد أيضاً

صلاح البلاد في إصلاح التعليم

للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ، والمجتمع يعاني متلازمة …