هل التقنيات تظلم الفتيات ؟
بات الأمر واضحا وجليا فيما يخص الاستخدمات الخاطئة للتقنيات الحديثة .. وطرق التواصل وأسلوب التعامل الدائم بين الفتيات والشبان . بدل أن يكون ( الفيس بوك ) و(التويتر ) و(الانستغرام ) و( السناب شات ) وغيرها من التطبيقات على منصات التواصل الاجتماعي في صالح العلاقات الاجتماعية بل اصبحت تقنيات تظلم العديد من الفتيات اللواتي يحاولن استخدامها في نطاق اجتماعي
بحث ومن أجل التواصل فقط..
التقنيات الأن أصبحت شبه وسيلة للغش والخداع وأداة للنصب والاحتيال وتعدى الأمر حد المساومة بين الشاب والفتاة وأغلب الأحيان يقع أحدهما ضحية الآخر !!
الشاب الذي يتولى عملية التمويل المادي وأحيانا التكفل ببعض المهام مثل قضاء المشاوير الخاصة وشراء بعض الأشياء.. الفتاة التي تتعاطى الحديث مع الشاب في نفس الوقت تتنازل على عدة أمور منها السماح بمنح صورتها وتسجيل مقطع مسجل مرئي يأخذه الشاب ليستفز به الفتاة ويبتزها حالما أرادت تركه والابتعاد عنه ! هذه الأفعال التي تصدر من بعض الشباب –بكل أسف – وخاصة في سنوات مبكرة من العمر ومن هم في سن المراهقة هي في الحقيقة منافية للأخلاق والآداب العامة، كما أن الرقابة الأـسرية في هذه الحالات تكون معدومة ولاتوجد أية ظوابط تحد من هذه السلوكيات الخاطئة والمنتشرة بشكل كبير، وغياب الوازع الاخلاقي عند الكثيرين من الشباب من الجنسين ماأدى إلى وجود مثل هذه التصرفات المشينة والتي فاقت المعقول ..
( أبعتلي كرت مدار ) … ( حوللي رصيد بعشرة ).. مساومات مختلفة من الطرفين وأساليب ضاغطة يستخدمها البعض ضد الآخر..
عبارات غاب عنها الأب والأم ووقع ضحيتها الشاب والفتاة، عبارات تخطت حدود الأدب والمنطق الذي يبهرنا بأصول التنشئة الصحيحة البعيدة عن العقد والجنوح !!
هل تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى لعنة على مستخدميها ؟ وهل باتت « السوشل ميديا « أداة للانحطاط الأخلاقي ؟
لماذا انقلب مفهوم التواصل الاجتماعي إلى تواصل جنسي ؟
هل أصبح الفيس بوك مكانا بديلا لغرف النوم ؟
عندما يصبح الانستغرام مجال لممارسات الشاذة .. هل يعنى هذا أن تطبيقات التقنية غير صحيحة ؟
لايمكن التفكير في بناء جيل سليم وخالي من أي مرض أو أي عقد إلا بالسيطرة الأبوية لمراقبة أبنائهم في السنوات الحرجة والحرص على التنشئة الصحيحة منذ سن الطفولة مرورا بمرحلة الشباب..
ولايمكن تصحيح استخدامات مثل هذه التقنيات إلا بالمراقبة الداخلية في البيت وهو المكان الأساس للتفكير وكسب المهارات السليمة ومن ثم المؤسسة التعليمية التي تعتبر المكان المعرفي، وفتح الآفاق للعقول للحفاظ على السياق المعرفي والتطلع نحو الفكر والتطور.
مواقع التواصل الاجتماعي من المفترض أن تكون للتواصل –كما هو المسمى – وليس العكس، أو مواقع للانحراف، لأن مايهمنا هو أن ينشأ أبناؤنا اسوياء ولهم فاعلية بالمجتمع وأن يكون لدينا جيل نقي يعتمد علي وخالي من كل الأمراض، كما تقع المسؤولية على المنظمات المجتمعية التي يجب أن يكون لها دور كبير في التوجيه والإرشاد لمن هم على مفترق الطرق، ووضع الأبناء على المسالك الصحيحة التي تبنى على أرضيات صلبة تحمي جيلنا الشاب.
هذه المواقع لايمكن أن تكون لعنة لأنها أوجدت للاقتراب والقضاء على هدر الوقت واختصار للمسافات بين الشعوب، وللاستفادة في التعلم والتثقيف وزيادة المعارف فلايمكن أن تتحول لبراحات للرذيلة –مع كل أسف .
هل باتت « السوشل ميديا « اداة للإنحطاط الأخلاقي ؟