في الوقت الذي تقترب فيه شمس المسيرة المهنية لاثنين من أعظم أيقونات كرة القدم من الغروب، لا يزال السؤال الجوهري يتردد في أروقة الأسواق الرياضية: من هو “المنتج” الأفضل كروياً واستثمارياً؟ هل هو ليونيل ميسي، “برغوث” إنتر ميامي، أم كريستيانو رونالدو، “صاروخ” النصر السعودي؟ لم تعد المقارنة اليوم تقتصر على الموهبة الفطرية، بل تحولت إلى تحليل دقيق لقيم “الكفاءة الإنتاجية” والقدرة على حصد الألقاب تحت ضغوط بيئات تنافسية مختلفة.
عند النظر إلى “خطوط الإنتاج” التهديفية، نجد تفوقاً طفيفاً في الإجمالي لصالح رونالدو بـ 817 هدفاً مقابل 778 هدفاً لميسي.
ومع ذلك، تظهر الأرقام أن ميسي يتفوق في “معايير الجودة الشاملة” من حيث صناعة اللعب، حيث قدم 346 تمريرة حاسمة مقابل 223 تمريرة لرونالدو، مما يجعل ميسي لاعباً شمولياً يساهم في بناء الهجمة وإنهاءها بنفس الكفاءة.
تمثل البطولات الكبرى “الأصول السيادية” في محفظة كل لاعب، وبينما يتربع رونالدو على عرش الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا بـ 140 هدفاً، حسم ميسي “المناقصة التاريخية” الكبرى بحصده لقب كأس العالم 2022 بقطر، ليصبح الأكثر مشاركة في تاريخ المونديال بـ 26 مباراة والأكثر تسجيلاً للأرجنتين بـ 13 هدفاً.
هذا الإنجاز المونديالي منح ميسي الأفضلية في ميزان الجوائز الفردية، حيث يتفوق بـ 8 كرات ذهبية مقابل 5 لرونالدو.
توزيع البطولات يميل كلياً لصالح الأرجنتيني بإجمالي 48 لقباً مقابل 36 لقباً للبرتغالي.
ومع ذلك، تظل ميزة رونالدو التنافسية هي “التوسع الجغرافي”؛ حيث نجح في حصد بطولات الدوري في إنجلترا، إسبانيا، وإيطاليا، بينما تركز معظم نجاح ميسي التاريخي في “السوق الإسباني” قبل انتقاله لفرنسا والولايات المتحدة.
في النهاية، نحن أمام نموذجين مختلفين من النجاح: ميسي يمثل “العبقرية الخام” والشمولية، بينما يمثل رونالدو “الاحترافية القصوى” والقدرة على التكيف وصرع الخصوم، وبغض النظر عن تفضيلات المشجعين، فإن الأرقام تؤكد أننا بصدد إغلاق ملف أعظم حقبة تنافسية شهدها تاريخ الرياضة المعاصر.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية