بلا ضفاف
عبد الرزاق الداهش
عندما اظهر لاعب كرة قدم مصري كلمة غزة من تحت قميصه، قامت عليه قيامة مؤسسة الرياضة الأوروبية. كانت القنابل تنزل على غزة مثل المطر، بما في ذلك الفسفورية، وكانت قواطع اسرائيل تأكل اللحم الفلسطيني بنهم عالي. ماذا تعني إشارة تضامنية من لاعب كرة، أمام ماكينة الموت الاسرائيلية، أكثر من طبطبة على كتف مذبوح؟ وماذا يساوي سلوك لاعب مصارعة سوري امتنع عن منازلة اسرائيلي، أمام احتلال جزء من القفص الصدري لسوريا. قالوا لنا لا تخلطوا السياسة بالرياضة، حتى لا تفسد الضغينة السياسية الود الرياضي. قبلنا بتقاليد، وبقيم اللجنة الاولمبية الدولية، والفيفا، والاتحاد الاوروبي لكرة القدم. نحن لا يمكن أن نكون إلا ضد الحرب، لأننا تذوقنا كل مشتقاتها، من موت الاحباء، إلى التهجير، الى كل المرارات. صوت الحوار مهم كان عاليًا، ومهما كان متشنجًا، هو افضل من صوت الرشاش، حتى ولو كان مزودا بكاتم للصوت. والسؤال أين قيم الغرب وتقاليدهم، ولافتات لا تخلطوا قطران السياسة، بحليب الرياضة؟ اليوم رأينا اللجنة الاولمبية الدولية، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والفيفا، وكل قراراتهم الساخنة ضد روسيا.هل هناك أولاد تسعة، وأولاد ستين كلب؟هل هناك من دمهم بلازما، ومن دمهم مياه صرف صحي؟مع تعاطفنا مع كل ضحايا الحروب، نسأل ما هذه الشيزوفرينيا ؟