تواصل
بقلم / محمد الفتيوري
توجت جهود الدبلوماسية الألمانية بالتئام مؤتمر «برلين» وسط حضور دولي فهم من أجل إنهاء الحرب الدائرة في ليبيا والانتقال إلى مراحل أخرى تفضي إلى تكريس حالة الاستقرار والأمن…
ألمانيا بقيادة المستشارة انجيلا ميركل استطاعت بكل جدارة واستحقاق أن تنتزع زمام المبادرة السياسية في الاتحاد الأوروبي على خلفية نشاطها ومساعيها الخيره من أجل وقف الحرب وإحلال السلام وهذا ليس بالغريب على دولة بحجم ألمانيا أو على شخصية سياسية بوزن أنجيلا ميركل التي تحظى باحترام وتقدير دولي كبيرين لها لجهودها من صدقية .
انعقد مؤتمر برلين واستأثر بأهتمام دولي متميز وأنبثق عنه جملة من القرارات التي سيرعى تنفيذها واقعياً مجلس الأمن الدولي ونجح الأصرار الألماني على تهيئة الأرضية المناسبة لكي تتبلور الحلول على أرض الواقع وهذا الأصرار بلا شك يذكرنا بأن سور برلين الذي سقط قبل ثلاثين عاماً مضت كان بفعل إصرار الشعب الألماني في لم الشمل وتوحيد بلاده التي قسمها المستعمر بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ..
سقط سور برلين في ليلة تاريخية من ليالي شهر نوفمبر من العام 1989م ذلك السور الأسمنتي والأيدولوجي الذي فصل ما بين شعب ألمانيا في حدث وحدها من جديد وزادها قوة في هذا العالم الذي يبدو أنه لا يعترف إلا بالكيانات الكبرى والتكتلات الإقليمية العملاقة ..
مرت ثلاثون عاماً بالتمام والكمال على سقوط هذا السور وهدمه بأيدي الألمان وهاهي ألمانيا بلد أوروبي قوي يقود الاتحاد الأوروبي باسرة من خلال سياسات إقتصادية ناجحة جعلت من الاقتصاد الألماني يتربع على مكانة مرموقة من بين اقتصاديات العالم سقط سور برلين الذي كان نتاجا لترتيبات الحرب العالمية الثانية التي قسمت ألمانيا إلى أربع مناطق يسيطر عليها الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بعد التوقيع على إتفاقية مؤتمر « يالطا » لكن إرادة الألمان انتصرت في نهاية المطاف وأزالت هذا السور لتتوحد ألمانيا ويلتم الشمل بين شرقها وغربها وتصبح برلين التي تحتضن مبادرات السلام من أجل ليبيا مدينة موحدة بلا حواجز ولا أسوار استعمارية ..
لقد نجحت برلين في تحريك الملف الليبي خطوات مهمة إلى الأمام ولعل هذا النجاح يقضي إلى إزالة الأسوار بين الأشقاء من أجل عودة السلام والاستقرار لليبيا التي تعاني من حروب وصراعات طاحنة وكما سقط سور برلين سوف تسقظط تلك الأسوار التي تحول دون الوصول للحلول الناجحة التي تفضي إلى بر الأمان لتصبح ليبيا شريكاً مهماً لألمانيا وللاتحاد الأوروبي في شمال أفريقيا وهي التي تمتلك كل المؤهلات التي تمكنها من الإيفاء بكافة التزامات هذه الشراكة بالنظر لجملة من الإمكانيات التي تحوزها .
ولهذا نتساءل هل ستسقط الأسوار التي تفصل بين الأشقاء بعضهم عن البعض كما سقط سور برلين في لحظة وصنعت آنذاك بالتاريخية? وهل سيلتم الشمل وتتوحد الجهود والأمنيات من أجل بناء الدولة التي يطمح إليها الجميع هذا ماستجيب عنه الأيام المقبلة