حوار : نيفين الهوني
هو عين على المكان واقتناص للتفاصيل وعدسة عشق للوطن فهو لا يتوقف عند الرصد ولا يكتفي بالتوثيق والتسجيل ولا يخشى مغامرة التماهي مع اللحظة للإغراق في ما وراءها من نبض يسبر اغوار القلب النابض في المكان ويلامس فتنة التفاصيل برؤية لا تخطئ السحر الإلهي في بديع خلقه ولا روعة الصنع الإنساني في فنون البشر المتعددة والمتنوعة هو المصور الفوتوغرافي سند الاحلافي المتحصل على الماجستير في العلاقات الدولية والعلوم السياسية بمعدل مشرف في الجامعة الحكومية البيلاروسية بمينسك, بيلاروسيا المتحدث بلغات متعددة الهاوي الذي جال ليبيا حتى انه صار صورتها المشرقة خارج حدود الوطن هو الفنان العاشق الذي يقول في حوارنا معه :
– بدايات وسحر اللقطة الاولى كيف كانت وماهي الصورة؟
كنت من عشاق الهوايات القريبة للتصوير مثل الرسم وتصاميم الجرافيك وتعديل الصور بصفة عامة إلى أن قررت عام 2011 شراء كاميرا احترافية مباشرة دون دراسة أو استعداد.
– متى قررت الاحتراف أو ربما التخصص هي الكلمة الأنسب؟
الاحتراف نتيجة وليس قرار، الفارق بين المحترف والهاوي خصوصا في مجال التصوير هو الدخل المادي مقابل الصور، هنالك الكثير من الهواة نتائجهم أفضل بكثير من المحترفين.
– للقارئ العربي والليبي معا لما أخترت أن تكون عين المطلع والمهتم والمتذوق وحتى الحيادي على هذه الكنوز الليبية؟
الاستمرار وتضخم ارشيفي من الصور وتمكني من تغطية أغلب مناطق البلاد جعلني اقوم بهذا الدور.
– ماهي المناطق التي لازلت لم توثق جمالها؟ ولم؟ وهل سنراك قريبا هناك؟
بقيت بعض الأماكن والمناطق التي يمكن زيارتها في أي وقت، حاليا ومنذ عام تقريبا اعتبر نفسي متوقف عن التصوير الفوتوغرافي لعدة أسباب منها الشخصية وأخرى لارتباطي ببعض الأعمال خارج المجال.
– تعرضت لسرقات بالتأكيد او على الأقل ضياع حقوقك الأدبية بعدم ذكر أسمك على لوحاتك الفوتوغرافية؟ كيف كان رد فعلك؟ وبرأيك ما هو السبيل لحمايتها مستقبلا؟
نعم بكل تأكيد، في بداية الأمر كنت اهتم بهذا ولكن مع مرور الوقت أصبح أمر طبيعي، خصوصا في ليبيا ولا أعتقد أنه من الممكن حمايتها أو الحفاظ عليها.
باعتراف الأغلبية العربية أن عدستك كانت سببا في رغبتهم في ان تستقر البلد الشقيق لهم ليتمكنوا من زيارة المواقع التي شاهدوها عبر صفحات الاصدقاء او صفحة كيف كان شعورك عندما شاهدت اول تعليق في هذا السياق على لقطة لك؟ وهل تعتقد أن هذه المسؤولية التي وضعت على عاتقك سهلة؟
كنت سعيد جدا باعتبارها بداية وصول الفكرة، وتغيير الصورة النمطية عن أن ليبيا مجرد رمال صحراوية. وقد تقبلت هذه المسؤولية ضمن إطار استمتاعي بهوايتي. ولكن لن تكون قيد على ما أحب القيام به.
– طالتك الاشاعات مؤخرا بخصوص اختطافك مع وفد أجنبي الا ترى ان هذه الاشاعات تهدف إلى_ بقطع النظر عن انها تخيف الأهل والمحيطين بك_ إلى ضرب نواة السياحة في ليبيا؟
للأسف نعم هذه الإشاعات بإمكانها التأثير بشكل سلبي وكبير على السياحة الداخلية في ليبيا ولا أحد يمكنه إنكار الأوضاع الأمنية السيئة في البلاد وهي حقيقة لا يمكن تجاوزها ولقيام قطاع السياحة في ليبيا نحن بحاجة إلى تكاثف جهود جميع الجهات والمؤسسات والخبرات. المجهودات الفردية لن تقدم الكثير ونجاحها في الغالب شخصي.
– لديك لغات متعددة وعملت في وزارة الخارجية ومؤهلك العلمي في ذات المجال الذي يؤهلك بالخروج من التأطير لما لا زلنا نراك داخل حدود الوطن هل هو اختيار أم اضطرار؟ متى ستطرق عدستك أبواب الأفلام الوثائقية أو السياحية أو حتى الومضات الدعائية في القنوات الليبية أو العربية؟
حتى الآن لم اتخذ قرار استثمار حياتي في مجال التصوير رغم عشقي له والمدخول المادي الجيد منه مقارنة ببقية مصوري ليبيا. هذه الخطوات اما ان تكون بمستوى عالمي وهذا أمر مكلف وبحاجة إلى تفرغ كامل أو يمكن ارجاءها إلى الوقت المناسب.
– هل غاب عنك أن نسألك عن شيء ما وددت الحديث عنه أم لديك أضافة البراح متروك لك لتتحدث كما أننا نتساءل ماذا ستهدي القارئ المتابع من كنوز ليبية لم تشاهد بعد لنرفقها بالحوار؟
اشكركم جزيل الشكر على الاهتمام. واتمنى ان نرى ليبيا في أفضل صورة وأن ينعم الله علينا بالأمن والأمان.