أطلق رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مبادرة لوقف إطلاق النار في السودان، دعا في إطارها رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان ورئيس قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الى طرابلس.
وعبر رئيس مجلس السيادة آنذاك عن شكره لليبيا لاستضافتها عشرات الآلاف من النازحين السودانيين مؤكدا خلال مؤتمر صحفي مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إن ليبيا توفر لهم التعليم المجاني وتسهل الإجراءات الإدارية.
من جانبه أكد الرئيس السوداني أن بلاده تعمل مع أشقائها الليبيين للتغلب على التحديات الصعبة معربا عن تقديره للدور الايجابي الليبي في السودان.
رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي أكد تمسك ليبيا بمبدأ عدم التدخل في شؤون السودان الداخلية سياسيا وعسكريا، ودعم جهود الرئيس البرهان للحفاظ على وحدة السودان، مؤكدا أن ليبيا “ستعامل اللاجئين السودانيين على قدم المساواة مع الليبيين في جميع الجوانب، التعليمية والصحية”.
الفريق دقلو، أجرى مناقشات مثمرة وبناءة” حول التطورات في البلاد.
وبحسب مراقبين، فإن وصول الزعيمين السودانيين إلى طرابلس اتخذ معنى ذا أهمية خاصة، مما يؤكد تطور العلاقات الدبلوماسية بين السودان وليبيا، وهو الامر الذي قد يؤدي إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في الخرطوم والعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل سلام دائم.
وكان الجيش السوداني، من جانبه، قد أعلن في عدة مناسبات، عن استهدافه مستودعات أسلحة تابعة لقوات الدعم السريع بالقرب من الحدود الليبية. وسط مخاوف من تزايد التدخل الأجنبي داخل السودان وامتداد الصراع إلى البلدان المجاورة، بدأت العديد من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية – دون أي نتائج ملموسة حتى الآن – جهود الوساطة في محاولة لإنهاء الصراع السوداني.
وفي مايو الماضي، بعد شهر من اندلاع القتال، توسطت السعودية والولايات المتحدة في محادثات بين الأطراف السودانية المتنافسة في جدة، لكن المحادثات انهارت بعد شهر عندما ألقى الجيش باللوم على قوات الدعم السريع في عدم الالتزام. وجرت الجولة الأخيرة من المحادثات في ديسمبر الماضي وانتهت أيضًا بلا شيء. وتبذل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، وهي الكتلة الإقليمية التي تضم ثماني دول أعضاء في شرق أفريقيا، جهود وساطة لإنهاء الصراع، ولكن حتى الآن لم يتم إحراز أي تقدم حيث يواصل الجانبان رفض الاجتماع وجهاً لوجه. أما تركيا، فهي من الدول التي عرضت أولاً التوسط في الصراع السوداني. ولتحقيق هذه الغاية، استضاف الرئيس رجب طيب أردوغان الجنرال البرهان في سبتمبر الماضي، وعرض منذ الأشهر الأولى للصراع استضافة مفاوضات مباشرة في أنقرة بين الفصيلين المتحاربين.