منصة الصباح

دون يأس أو قنوط

كيف يقف الرياضيون في مواجهة الجائحة المرعبة ؟

أطلق إبراهيموفيتش حملة تبرعات لمقاومة المرض في إيطاليا معلناً ” إذا لم يأت الفيروس إلى زلاتان، سيأتي زلاتان إليه”. من ألمانيا إلى السنغال أكد لاعبو كرة القدم أن للرياضة جوانب إنسانية عظيمة أوضح الوباء أن لاعبات التنس مثل أنس جابر وهاليب ونا لي أكثر كرما من اللاعبين في أمريكا خصص لاعبو السلة وكرة القدم جزءاً من عائداتهم المالية لمساعدة من توقفت أعمالهم بسبب (كورونا) اجتاحت العالم من الصين إلى أقصى البرازيل, وأثارت الفزع والهلع لدى الجميع وأجبرت سياسيين على الإقرار بالهزيمة أمامها وسجنت سكان مدن بأكملها داخل بيوتهم , فلا تحس منهم من أحد في الشوارع أو تسمع لهم ركزاً. خطر سار على خطى جنكيز خان وجحافله, لكن بوتيرة أسرع وبشكل أوسع .. وربما بوحشية أكبر, حاصداً أرواح أكثر من 11 ألفاً على مستوى العالم, فيما قدرت عدد حالات الإصابة به إلى مايزيد عن ربع مليون إنسان. ومثلما توقفت الحياة في معظم المجتمعات البشرية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية , كان للرياضة نصيب من هذا التوقف, فألغيت بطولات وأجلت أخر .. وظلت أشهر الدوريات العالمية معلقة (أو مستمرة مع وقف التنفيذ), حيث اضطر مسيروها إلى التأجيل في كل مرة. وبينما يعيش محبو المنافسات الرياضية على أمل انحسار جائحة (كورونا) وعودة النشاط إلى الملاعب والجماهير إلى المدرجات, يدرك من يرى بنظرة واقعية أن هذا الحلم يحتاج إلى معجزة كي يصبح حقيقة, في ظل تمدد الرقعة الجغرافية لانتشار الفيروس وصعوبة توفير علاج فعال ضده في الوقت القريب, مما يعني استمرار الابتعاد عن التجمعات كحلّ وحيد. وفي الوقت الذي قال فيه كثيرون أن “(كورنا) قضى على الرياضة وضربها في مقتل”, انبرى العديد من الرياضيين حول العالم للوقوف في وجه هذا الوباء الخطير .. ليس حرصا على الرياضة فقط, بل وقبل كل شيء من واقع انتمائهم الإنساني, وتأكيداً على أن الإنسان يتحرك وفقاً لنزعات غرست في داخله بالفطرة سواء كان نجما مشهورا أو غير ذلك. في إيطاليا هناك زلاتان وكما هو متوقع ستكون البداية بإيطاليا, حيث يضرب الفيروس بقوة مخلفاً ضحايا تجاوزوا في عددهم الصين التي تعتبر البؤرة الأصلية للمرض, خاصة يوم أمس عندما أعلن عن وفاة 793 شخصا خلال 24 ساعة, وهو أكبر عدد للضحايا خلال يوم واحد من تفشي الوباء في العالم. ففي بلد (الكالتشيو) أعلن السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم نادي ميلان، الأسبوع الماضي عن إطلاق حملة تبرعات للمستشفيات , وقال الهداف العملاق، عبر حسابه على موقع (إنستغرام): “أعطتني إيطاليا الكثير، وفي هذه الأوقات الدراماتيكية، أريد أن أمنح المزيد لبلد أحبه”. وتابع اللاعب، البالغ 38 عاما، والعائد إلى ناديه الإيطالي السابق بعد تجربة في الولايات المتحدة الأمريكية: “قررت، مع الناس الذين يعملون معي، إطلاق حملة تبرعات للمستشفيات… يمكننا معا مساعدة المستشفيات، الأطباء والممرضات الذي يعملون كل يوم دون أنانية لإنقاذ حياتنا”. وأضاف هداف باريس سان جرمان الفرنسي وإنتر الإيطالي السابق: “هذا موضوع جدي، ونريد مساعدة حقيقية. أعوّل على كرم زملائي، جميع الرياضيين المحترفين، الذين يريدون التبرع بمبلغ صغير أو كبير -بحسب إمكاناتهم- لطرد هذا الفيروس”. وختم المهاجم السابق لمنتخب السويد محذرا الفيروس القاتل: “فلنطارد معا فيروس كورونا، ونفوز في المباراة! وتذكروا: إذا لم يأت الفيروس إلى زلاتان، سيأتي زلاتان إليه”. منتخب ألمانيا يواجه كورونا وغير بعيد عن إيطالياً, وفي ألمانيا التي بدأت تئن أخيراً تحت وطأة الفيروس, قرر لاعبو منتخب ألمانيا لكرة القدم التبرع بمبلغ 2,5 مليون يورو من أجل المساهمة في مكافحة الأزمة التي تسبب بها الوباء. وقال مدير المنتخب، أوليفر بيرهوف،: “أنا على اتصال مع اللاعبين، وقررنا منح مساعدة فورية بقيمة 2,5 مليون يورو”, ومن جانبه، قال الحارس المخضرم، وقائد المنتخب مانويل نوير، في شريط فيديو على صفحته في موقع (إنستغرام) :

“يجب أن نعتني ببعضنا البعض في أوقات كهذه .. ونحن في المنتخب الوطني نفكر، وسنتبرع من أجل قضية جيدة”. كما نشر لاعبون آخرون، على غرار جوشوا كيميش وليون غوريتسكا من بايرن ميونيخ وماتياس غينتر من بوروسيا مونشنغلادباخ، فيديوهات مماثلة, ولم يحدد اللاعبون شكل التبرع، لكنهم وجّهوا متابعيهم إلى منصة (فير هيلفن) عبر الإنترنت, للتنسيق بين المتطوعين في ألمانيا أثناء الأزمة. من جهة أخرى، دعا مدرب (المانشافت) لوف الناس إلى تغيير سلوكهم بعد هذه الأزمة, وأوضح : “يعاني العالم احتراقا جماعيا.. يبدو أن الأرض تدافع عن نفسها ضد البشرية التي تعتقد أن بمقدورها القيام بأي شيء وتعرف كل شيء”. (الفيفا) يظهر إنسانيته وحتى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الذي طالما اتهم بأنه (براغماتي) لا يهتم إلا بنجاحاته وبالأموال التي تتدفق على خزائنه, بدا إنسانياً على لسان رئيسه جياني إنفانتينو, عندما بعث برسالة تضامن إلى عالم كرة القدم، وأكد فيها على أهمية أخذ الوباء على محمل الجد، بعد الإصابات والوفيات التي حدثت في مختلف البلدان حول العالم. وركزت رسالة السويسري على بذل كل الجهود لحماية المشجعين واللاعبين والمدربين وكل الأشخاص الآخرين “المشاركين في لعبتنا الجميلة”, مقدمة النصح إلى الجميع باتباع إرشادات منظمة الصحة العالمية لتجنب انتقال المرض. كما تطرقت إلى دور الاتحاد الدولي في مواجهة الأزمة, حيث جاء فيها أن “مجتمع كرة القدم العالمي أظهر إحساسًا بالتضامن والوحدة في مواجهة هذا التهديد ويجب أن نستمر في فعل الشيء نفسه عند التفكير في كيفية معالجة العواقب، التي سنواجهها لمستقبل لعبتنا، بمجرد أن يكون هذا الخطر على صحة الإنسان وراءنا، سيظل (فيفا) على اتصال منتظم مع أصحاب المصالح المعنيين خلال هذه الفترة الصعبة، ونتطلع إلى إيجاد حلول في الوقت المناسب بروح من التعاون، مع مراعاة مصالح كرة القدم على جميع المستويات”. التعاطف الأفريقي ولم تمنع الأعداد القليلة المسجلة لإصابات بفيروس (كورونا) في أفريقيا النجم السنغالي ساديو ماني، لاعب ليفربول الإنجليزي، من تقديم الدعم لشعبه. وظهر ماني في فيديو يذكر فيه السنغاليين بأهم النصائح في كيفية التعامل مع كورونا، والحذر من انتشاره بينهم, وأردف ذلك بتقديم مبلغ قدره 45 ألف يورو لوزارة الصحة السنغالية. يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها ماني, البالغ من العمر 28 عاماً, بالمساهمات المالية لصالح السنغال، حيث قام سابقا ببناء مدارس وملاعب للأطفال. ولم تكن المبادرات (الرياضية) ذات الطابع الإنساني لمكافحة هذا الوباء بعيدة عن العالم العربي, حيث أعلن المهاجم المغربي لنادي النصر السعودي، عبد الرزاق حمد الله، إنه سيتكفل ماديا بألف أسرة تعاني من تبعات الفيروس ، في مبادرة إنسانية نبيلة، نالت استحسان وتشجيع متابعيه وزملائه في الملاعب العالمية. وكشف حمد الله، في منشور عبر حسابه الرسمي في (إنستغرام) تفاصيل مبادرته، وكتب مستدلا بحديث نبوي شريف: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضة بعضا..” في ظل هذه الظروف الصعبة، وتضامنا مع إخواننا في المغرب، ومن باب المسؤولية، كل حسب قدرته، قررت أن أتكفل بـ1000 أسرة، كما أدعو الجميع لتوخي الحيطة والحذر”. وجاءت مبادرة حمد الله ضمن سلسلة مبادرات اللاعبين المغاربة، في إطار “حملة تكفل”، للتكفل بالأسر المعوزة، وتشجيعها على البقاء في البيت عوض الاضطرار للخروج منه، بحثا عن قوت اليوم، وفق توصيات منظمة الصحة، التي شددت على ضرورة البقاء في البيت للحد من انتشار الفيروس. فاتنات التنس جنديات في المعركة لعبة التنس الأنيقة لم تكن بعيدة عن تأثيرات (كورونا) الذي أجل معظم مسابقاتها, ونجومها ونجماتها لم يكونوا بعيدين عن ميدان المواجهة, ومنهم التونسية أنس جابر، التي تبرعت بمبلغ مالي، لصندوق مجابهة الوباء في بلادها قائلة : “أتمنى أن تتخطى تونس مرحلة تفشي الفيروس، بتكاتف كل الجهود، والتقيد بالتعليمات الصحية”. أنس سارت على خطى الرومانية سيمونا هاليب ثانية مصنفات لاعبات التنس, والتي قدمت دعماً مالياً كبيراً لوزارة الصحة في بلادها لمجابهة مخاطر انتشار فيروس (كوفيد 19).

وكتبت هاليب ذات الـ28 ربيعاً على حسابها الشخصي بموقع (تويتر) : ” أشكر الفرق الطبية التي تقاوم المرض في هذه الأوقات الصعبة, وأنا ملتزمة بدعم بلادي خاصة في العاصمة بوخارست ومسقط رأسي كونستانتا”. وكانت لاعبة التنس الصينية المعتزلة لي نا قد سبقت الجميع وأعانت جهود بلادها في مقاومة الوباء بـ3 مليون يوان صيني (390 ألف يورو), لتؤكد أول صينية تحرز لقب بطولة غراند سلام ( في فرنسا سنة 2011 ثم أتبعتها بثانية في أستراليا سنة 2014) أنها جديرة بلقب سفيرة النوايا الحسنة, الذي نالته قبل سنوات. في المقابل يبدو لاعبو التنس أقل كرماً من اللاعبات, فلم تعلمنا الأخبار المنتشرة الآن عن مساهمات لنجوم الكرة الصفراء باستثناء مجموعة على (الواتساب) يديرها الثلاثي الأشهر (الصربي نوفاك ديوكوفيتش, الإسباني رافائيل نادال والسويسري روجير فيدرير) وتساهم في التوعية بخطر المرض وطرق مقاومته. المساندة اتخذت شكلا آخر في أمريكا ومازلنا نواصل الحديث عن مساهمات نجوم الرياضة في التقليل من التأثير الكارثي لجائحة (كورونا) ومنهم جيجي وات نجم كرة القدم الأمريكية ونادي هيوستن تكساس, والذي تبرع صحبة زوجته كيليا أوهاي (وهي لاعبة كرة قدم بنادي شيكاغو ريد ستارز) بمبلغ 350 ألف دولار ذهبت إلى حساب مصرف هيوستن للطعام, والذي يقدم إعانات غذائية للمحتاجين, خاصة أولئك الذين يعتمدون في عملهم على القطاع الرياضي, وأضحوا نتيجة توقف المباريات بدون عمل يعولهم وأسرهم. ذات السبب دفع العديد من لاعبي دوري السلة الأمريكي للمحترفين, وعلى رأسهم اليوناني يانيس أنتيتوكومبو لاعب ميلووكي باكس إلى تخصيص قيمة من عائداتهم المالية لمساعدة من تأثر عملهم بتوقف أشهر دوري سلة بالعالم. وإذا استمر ذكرنا لمساهمات نجوم الرياضة في محاربة الوباء الذي سيطر على العالم فستكون القائمة طويلة ومستعصية على الرصد, فما كان منا إلا أن ركزنا على البعض ترميزاً لفعل الأغلبية, وتوضيحاً لدور الرياضة ضمن المحاولات لهزيمة فيروس (كورونا) والحفاظ على الحضارة الإنسانية.

شاهد أيضاً

بحضور المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية للإعلام: اختتام الدورة التي اقامتها هيئة الصحافة في مجالات الادارة الحديثة

اختتمت اليوم الخميس 21 نوفمبر بالهيئة العامة للصحافة الدورة التدريبية التي نظمتها الهيئة العامة للصحافة …