منصة الصباح

جنون القوة

د ابوالقاسم صميدة

حسب قوانين السرية وحرية النشر ، يسمح القانون الأمريكى بنشر ما كان ممنوع نشره فى السابق ، لذا فبعد مرور ما يقرب من 65 سنة، كشفت وسائل إعلام امريكية عن مشروع أمريكي سرى مجنون كان يهدف الى إيقاف دوران الأرض إذا اندلعت حرب نووية بين أمريكا والاتحاد السوفييتي آنذاك.

وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية :إن العسكريين الأمريكيين خطرت ببالهم في ستينيات القرن الماضي فكرة مجنونة بعد تحقيق بعض النجاحات في السباق الفضائي، حيث قدموا مشروعا أطلقوا عليه اسم ” ريترو ” والمشروع كان يهدف الى تفادي تلقى ضربة الصواريخ النووية الروسية حال نشوب الحرب النووية.

ويعتمد المشروع على تجهيز حقل ضخم بـ1000 منصة للصواريخ الثقيلة، منها صواريخ “أطلس” العملاقة العابرة للقارات واطلاقها دفعة واحدة عكس حركة دوران كوكب الأرض، وبعد التأكد من أن الاتحاد السوفيتي قد أطلق صواريخه المزودة بالرؤوس النووية كان من الضروري الانتظار إلى أن تكمل تلك الصواريخ مرحلة التحليق النشطة وتعبر القطب الشمالي وتندفع بالقصور الذاتي في اتجاه الأراضى الامريكية وحظائر الصواريخ الأمريكية في ” داكوتا ومونتانا وميسوري ووايومنج” . وفي هذه اللحظة يبدأ تشغيل المحركات في صواريخ “أطلس” كلها دفعة واحدة.

وستؤدي التيارات النفاثة التي تطلقها المحركات في الاتجاه المعاكس لدوران الأرض إلى خلق قوة دفع تجعل كوكب الأرض يتوقف لبضع لحظات ويتباطأ فى الحركة ،ونتيجة لذلك، فإن الصواريخ السوفيتية سوف تطير فوق أهدافها وتسقط في منطقة أبعد من اهدافها ، لأنها ستستمر في الطيران بالقصور الذاتي.

ولحظتها تطلق امريكا صواريخها فى ضربة ارتدادية إلى المدن السوفيتية بعد أن تستأنف الأرض دورانها، لكن أصحاب المشروع كان يدركون جيدا أنه من المستحيل إيقاف دوران الكوكب تماما. وكشف ” دانيال إلسبيرج” ، مخطط الحرب النووية الذي أجرى أيضًا مراجعة البنتاجون لأزمة الصواريخ الكوبية، عن الخطة في كتابه “آلة يوم القيامة”.

يقول “ألسبيرج” : إنه في البداية ظن أن خطة إيقاف دوران الأرض مزحة، وأمر لا يصدقه عقل ، لكن بعد رؤية توقيعات بعض المسؤولين الأمريكيين وموافقاتهم أدرك أنها ليست مزحة. ومع ذلك، فإن إلسبيرج يقول: لست بحاجة إلى أن تكون خبيرًا في الجيوفيزياء حتى تتمكن من رؤية بعض العيوب في هذا المخطط.

سوف تطير الكثير من الأشياء في الهواء.. كل شيء، حتى غير المقيد، سوف يطير بقوة الرياح فائقة السرعة حول العالم في نفس الوقت”. وأوضح إلسبيرج أن المدن الساحلية سيتم تدميرها بسبب تسونامي كبير، ومن المفارقات أن نهاية العالم التي أطلقها مشروع ريترو ستكون سيئة مثل أي شيء يمكن أن تفعله الأسلحة النووية الحرارية بكوكبنا.

وأوضح أحد علماء الفيزياء لإلسبيرج أنه حتى 1000 صاروخ سيكون عددًا قليلًا جدًا لوقف دوران الأرض – وإذا تمكنت بطريقة ما من خلق قوة دفع كافية لوقف دوران الأرض، فمن المرجح أن يتم تدمير سطح الكوكب.

وقال إلسبيرج – الذي اطلع في وقت ما على وثيقة “عيون الرئيس فقط” التي قدرت الخسائر الناجمة عن الهجوم الأمريكي في عام 1961 بأكثر من 500 مليون حالة وفاة فورية ، وقال كان ذلك “جنون مطلق”، وما دمنا فى تناول هذا الجنون فلابد من الاشارة الى خطة الاتحاد السوفيتى القديمة الخاصة بإذابة جليد القطب الشمالى ، وتتضمن الخطة انه فى حالة حدوث هجوم نووى أمريكى على الاتحاد السوفيتى يتم تفجير عشر قنابل بووية فى القطب الشمالى مما يرفع مستوى مياه المحيطات والبحار الى عدة أمتار تؤدى الى اغراق الساحل الشرقى والغربي للولايات المتحدة واوروبا ، كما لا يفوتنا هنا الحديث عن مشروع ” اليد الميتة “وهو أجهزة حواسيب كثيرة متصله بمجسات ترصد حركة الشوارع والبشر ، ففى حالة حدوث هجوم نووى على امريكا او روسيا وتوقفت الحركة فى تلك الدول فإن اجهزة الحاسوب ومن خلال مجساتها ورصدها لنسبة الاشعاع المرتفع تقوم بتوجيه دفعة من الصواريخ النووية تلقائيا للخصوم بشكل اوتماتكى ، وهذا شكل من أشكال الجنون المطلق ، والخلاصة فالدول الكبرى شريرة ومجنونة وحمقاء فالعالم ومصير البشر أعظم خلق الله سبحانه وتعالى يخطط لهم العقل الشيطانى والطغاة والمجانين ويمكرون بهم ، لكن نحن نؤمن بأن هذا الكون له رب يحميه ويحفظه ويرعاه ولن يستطيع لا الغرب ولا الشرق ان يدمروا الارض التى خلقها الله مهما سولت لهم أنفسهم ومهما بلغ بهم الجنون والقوة .

شاهد أيضاً

هذا زمن الرواية والشعر جنس أقلية “لهذا نكتب الروايات” كتاب يضم ستة حوارات وعشر شهادات لروائيين إسبان

خلود الفلاح   الشهادات والحوارات بمثابة الكشف عن الجانب الخبيء من حياة الكاتب وعلاقته بالعالم …