منصة الصباح

خطرها على الانتخابات!

محمود السوكني

 

الكل يطالب بالإنتخابات ، لكن لا أحد يريد إجراء الانتخابات !

ليست فزورة ، هي الحقيقة التي نتجنب مواجهتها ..

كل الوجوه السياسية التي تؤذي اعيننا صباح مساء وترفع عقيرتها مجلجلة بنبرة حادة تخترق طبلة الأذن منادية باعلى صوتها بالحاجة إلى الانتخابات ، والتغني بمزايا الانتخابات ، وحلاوة الانتخابات ، وكيف أن الانتخابات هي الخلاص مما نحن فيه و..و.. هي ذاتها التي تضمر في قرارة نفسها عداءً محكماً لهذا المطلب المصيري لأنه سيتسبب في إزاحتها عن المشهد .

هذه هي الحقيقة بمنتهى الشفافية وببساطة شديدة الوضوح ..

أما مايثار حول القاعدة الدستورية ، فهو لا يتعدى أن يكون حجة قانونية تتوارى خلفها الرغبة الجامحة في التشبت بمواقع السلطة ، لأن هذه (القاعدة/الحجة) لن تحل إلا بغياب المتسببين في إثارتها ؛ فمن يحمل رتبة عسكرية لن يتنازل عنها إلا بضمان فوزه في الانتخابات !

ومن تحصل على جنسبة بلد أخر لن يتخلى عنها حتى وإن نصبناه ملكاً علينا !

هنا ، والحال هذه ، علينا أن نسقط هذه الحجة -التي لا سبيل لفك طلاسمها- من حساباتنا..

فهل يمكن لنا إجراء الانتخابات دون الخوض في متاهات هذا المأزق القانوني؟! خاصة وأن رئيس المفوضية العليا للإنتخابات كان قد صرح لهذه الصحيفة بزوال القوة القاهرة التي كانت سبباً في تعطيل الانتخابات في 24 ديسمبر .

وبمناسبة حديث رئيس المفوضية المشار إليه فقد تسأل في ثناياه عن غياب دور الاحزاب السياسية وتاثيرها على الاجسام السياسية ، وبدوري اتسأل: هل تثور الاحزاب التي فاق عددها الثلاثين حزباً على واقعها البائس وتتكاثف مع منظمات المجتمع المدني التي اصابها الخمول ويلتحموا من اجل تحريك الشارع واستنهاظ همم المواطنين الذين استمرأوا المذلة والهوان لينتفضوا معاً ويشجعوا  المفوضية العليا للإنتخابات على إجراء الانتخابات كيفما اتفق وليفز من يفز ، وليغرب عن وجهنا من سيرحمنا الله من رؤية سحنته ، المهم أن نصل إلى قيادات نختارها بملء إرادتنا الحرة حتى ينهض الوطن ويحترمنا العالم .

هل نستطيع أن نفعل ذلك ؟ نعم نستطيع فنحن جديرون بهذا الوطن .

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …