بدون سقف
بقلم : عبد الرزاق الداهش
“فيروس لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، يغلق الملاهي الليلية في سان ترويه، ودبي، ونوادي القمار في لاس فيجاس، وموناكو، والبارات في بانكوك، ريو دي جينيرو”.
هذا الاقتباس من خطاب توظيفي، يحاول تجييش المشاعر، بدل احترام العقل الإنساني، ويستخدم لغة انتقائية، بدل الانحياز للموضوعية.
الفيروس التاجي الذي أغلق البارات، أغلق أيضا الجوامع، كما أغلق الجامعات، والأكاديميات العلمية، والكنائس، وأوقف الطواف حول الكعبة.
والفيروس التاجي لا ينطق بالشهادتين، ولا يعتنق البوذية، أو المسيحية، ولا يفرق بين دور اللهو، و دور العبادة، ودور المعرفة.
كورونا فيروس، وليس ضابطا عسكريا في جيش السماء، وإيماننا بالله لا يحتاج إلى فيروس كورونا، أو إيبولا.
الناس في مثل هذه الأزمات، تعود إلى مشتركها الإنساني، أما الله فقد منحنا عقول لنتدبر بها، وليس لكي نأكل بها لحم بعضنا.
أبنة انطونيو بييرا صاحب أكبر بنك في البرتغال كتبت عن والدها الذي مات بسبب فيروس كورونا: أبي الأكثر ثراء مات وحيدا مختنقا يبحث على شيء مجاني أسمه الهواء.
ريتشارد الذي كان الأكثر ثراء في الدنيا، مات داخل خزنته الكبيرة بعد أن أغلق الباب على نفسه بالخطأ، وكتب مودعا الحياة بين أمواله: “أغنى أغنياء الدنيا يموت بالجوع”.
أما الملياردير ستيفن جونز مالك شركة آبل وهو على فراش الموت يقول: “إذا كان لديك المال يمكن استئجار من شخص لقيادة سيارتك، ولكن لا يمكن استئجار شخص لتحمل مرضك بدلا عنك”.
علينا أن نفكر في الهواء المجاني، الذي مازال أكبر من أن يتحول إلى سلعة لدى تاجر لا يتذكر أن رئته سوف تتوقف ذات موت بكورونا، أو بدونها.