منصة الصباح

حوارية بمشاركة الباحث التونسي المولدي الأحمر

حوارية بمشاركة الباحث التونسي المولدي الأحمر

متابعة وتصوير/ مهنّد سليمان


نظم مساء الأربعاء، الموافق 12 من الشهر الجاري المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية ضمن الموسم الثقافي لعام 2023م، حلقة حوارية استضاف فيها الباحث التونسي الدكتور «المولدي الأحمر» تناول من خلالها تفاصيل حول كتابه المعنون «أعمال مؤتمر المعرفة الاستعمارية والهُويات في البلاد المغاربية»، بقاعة المجاهد بالمركز، وذلك بمشاركة عدد من الأساتذة والخبراء وهم :

الدكتور «محمد الطاهر الجراري»، والدكتور «الطيب البهلول»، والباحث «خليفة محمد الدويبي»، والدكتور «مختار الطاهر كرفاع»، وقدم وأدار الحوارية الدكتور «لي الهازل» لافتًا في سياق كلمته الافتتاحية إلى أن موضوع نقاش المعرفة الاستعمارية هو من الموضوعات التي نفتقد فيها إلى الخبرة والخبراء والإدراك المعرفي خصوصاً وأن الفكرة العامة المرسومة عن العرب والمنتشرة عنهم أنهم رجال صحراء فقط.

الأصل اللغوي لمفهوم الاستعمار

بينما أشار الدكتور «المولدي» إلى أن كلمة الاستعمار في جذرها اللغوي هي اشتقاق مشمولة بشق إيجابي أي من استعمر الأرض وأحياها، وبها مفهوم خلافة الإنسان على الأرض لكن الاستعمار الذي نحن بصدد الحديث عنه هو إعادة صياغة الواقع الاجتماعي وموارده بهدف تأمين مصالحه أولا، مما يترتب على هذا الأمر عدة تغيرات على هذا الواقع، وأضاف الدكتور المولدي بأن الباحثين الأوربيين يملكون مخزون من المفردات اللاتينية واليونانية، ونظرا لأن الأوروبيون لم يعودوا يتكلمون اللغة اللاتينية باستثناء المتخصصين أو اللغة اليونانية القديمة وبالتالي أصبحت هذه الكلمات مثل الصناديق الجوفاء يمكن الإتيان بها ووضع داخلها المعنى الذي نريده، وهكذا الناس عندما يستخدمون الكلمة بالمفهوم الذي يستخدمه الباحث فهم يبقون في حدود المعنى والمضمون الذي يعطيه الباحث للكلمة، وأوضح الدكتور المولدي عن لقائه بالمعرفية الكولونيالية حينما اشتغل على التحولات المغاربية التي أنهت ثنائية البدو والفلاحين في الأرياف المغاربية، والنتائج التي ترتبت عنها على مستوى تشكل الظاهرة الاجتماعية وفي مقدمتها الدولة والاقتصاد والثقافة وفق النظرية الخلدونية القائمة على البدو والمستقرين.

المعرفة الاستعمارية

تابع الدكتور المولدي بالقول : إنني أطرح أسئلة هذه التحولات فقراءتي كانت مغاربية والتقيت بهذه المعرفة في الأرشيف الفرنسي والإيطالي عقب اطلاعي على المعطيات في المغرب والجزائر وليبيا وأيضا في تقارير الضباط العسكريين وما كتبوه من مذكرات، وبيّن الدكتور المولدي بأنه قد ركز على نقاط محددة مشيرا إلى أن الببلوغرافيا العربية تتكلم بنصوص قصيرة وقليلة الأهمية فيما يخص القضايا التي أبحث عنها، وأكد الدكتور المولدي أن المعرفة التي أننتجت في السياق الاستعماري ليست كلها كولونيالية بمعنى ليست كلها أسئلة تطرحها الإدارة الاستعمارية مضيفا بأن هنالك باحثين جادين طرحوا أسئلة بمنأى عن الإدارة الاستعمارية وهم يملكون حرفية كبيرة، ورغم ذلك يظلون يعملون في سياق كونوليالي.

إنشاء مخبر علمي ليبي

من جهة أخرى رأى الدكتور المولدي عدم وجود تفكير يتعلق بالمعرفة الاستعمارية وعدم توفر وحدات بحث فغاب ماسماه الباحث مشغل ليبي مُهيكل ومنفتح على دوائر البحث العالمية في المجال والنقد لا ينبغي أن يكون سطحيا سواء بنفي أو تكذيب المعلومات بقدر ما يكون متسلحا بمبادئ النقد الابستومولوجي لعملية التفكير نفسها وأردف قائلا : إن ما يميز دوائر البحث الغربية هي السؤال الابستومولوجي بشأن المعرفة أي الشروط الاجتماعية للمعرفة وتأثيرها على قيمتها الكشفية، وأضاف بالقول إن ما قمنا به من عمل جماعي يعتبر لبنة أولية ومحاولة جادة نحو الأمام، واختتم الدكتور المولدي مشاركته بدعوة المؤسسات الأكاديمية الليبية لإنشاء مخبر علمي وأن يخضع الكم الهائل الموجود من الوثائق لدى المركز للتفكير بأدوات النقد الابستمولوجي خارج ثنائية الخطأ والصواب.

شاهد أيضاً

بلدي زليتن يناقش إزالة التعديات على خط الغاز

ناقش عميد بلدية زليتن مفتاح حمادي، آليات إزالة التعديات على خط الغاز الممتد من مصنع …