منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
طارق بريدعة
مشروب شعبي
عرف العرب الشاي بشكل فعلي في القرن التاسع عشر، حيث كان المشروب المفضل لدى الطبقات العليا في بعض الدول العربية، خاصة في مصر خلال فترة الاحتلال الإنجليزي عام 1882. ومع بداية القرن العشرين، أصبح الشاي مشروبا شعبيا بامتياز، وزاد انتشاره بشكل واسع في مختلف أنحاء العالم العربي، ليحتفظ بمكانته كأحد أكثر المشروبات استهلاكًا بعد الماء.
وفي ليبيا، كان الشاي يُعتبر جزءا من تقاليد البلاط القرمانلي، حيث كان يُقدم لضيوف الباشا وعائلته. ومع مرور الوقت، أصبح الشاي جزءا من الحياة اليومية للشعب الليبي، وتطور طقوس تقديمه لتصبح جزءا من الهوية الثقافية والاجتماعية في العديد من المناسبات.
رفيق المناسبات
تعد “عالة الشاي” إحدى أبرز طقوس الشاي في ليبيا، حيث يتم تحضيره وتقديمه في جلسات محلية ودافئة. تتكون العالة من “طاولة” صغيرة مغطاة بمفرش مزخرف، توضع عليها أكواب صغيرة مع إبريقين، إضافة إلى مجموعة من الحافظات التي تحتوي على الشاي الأحمر والأخضر المجفف، والسكر. وتُعدّ هذه الجلسات بمثابة مناسبات اجتماعية تتيح للناس التواصل والاحتفال باللحظات السعيدة.
يتميز الشاي الليبي بتقديمه في ثلاث مراحل خلال الجلسة، حيث يقدم الكوب الأول والثاني مع الحلويات، بينما يقدم الكوب الثالث مع المكسرات مثل الفول السوداني أو اللوز. في بعض الأحيان، يتم تحميص هذه المكسرات أمام الضيوف لإضافة لمسة من البهجة والتفاعل الاجتماعي.
الشاي في رمضان
يحتفظ الشاي بمكانة خاصة خلال شهر رمضان في ليبيا، حيث يُحضر بشكل مميز ويصبح جزءًا أساسيًا من السهرات العائلية. يحرص الكثير من الليبيين على تجهيز العالة في بداية المساء، ويجتمع أفراد العائلة وأصدقاؤهم حولها لتبادل الأحاديث والذكريات خلال هذا الشهر المبارك.
اقتصاد العالم
يعد الشاي أيضا من المشروبات التي تسهم في دعم اقتصادات العديد من الدول المنتجة له. ففي بعض البلدان النامية، يُعتبر الشاي مصدرًا رئيسا للعيش، حيث يوفر فرص عمل ويُساهم في تنمية الريف وتحقيق الأمن الغذائي. وعالميًا، بلغ استهلاك الشاي عام 2018 حوالي 273 مليار لتر، وتعتبر الصين والهند من أكبر منتجيه.
إن الشاي ليس مجرد مشروب؛ إنه جزء من الثقافة والتقاليد التي تجمع الناس في العديد من المناسبات. ومع تطور تقاليد تحضيره وتقديمه، يظل الشاي عنصراً أساسياً في حياة الليبيين والعرب بشكل عام.
