منصة الصباح

حديث ميزران

زكريا العنقودي

من ميزران .. وبالقرب من مسجدها العتيق ..و(ركابة ) ذكريات طرابلس، قبالة ناظري، شربت قهوتي واقتربت اكثر لمدينتي فتذكرت ما قراته عن عمي مصطفى ميزران والاباء المؤسسين للحزب الوطني وهم يرفعون راية استقلال ليبيا الاحلام .

تذكرت خطواتي القديمة بالسبعينيات ، وانا اسير خلف جدي كل صيف ، وهو يعود من عمله بالبريد بشارع البلدية باتجاه الشيخة راضية ، لنقف قليلا على الشيخ صبحي رحمه الله ، بعمامته الازهرية ، وهو يستعد للدخول للمسجد ليترحم على والدي ، ويسألني عن دراستي وحال اخوتي .

بميزران ، هنا قهوة عمي فتحي بمقرها القديم ، هنا ولعامين كان مقر عملي كمشرف اداري بشركة المقاولون العرب وهي تشيد عمارة الفيروز ، هنا الاصدقاء القدامى رحم اللهم من رحل منهم زملائي بمدرسة شارع الزاوية .. ايام كان يديرها الكبار .. الاستاذ رمضان الحمسوك والفاضل الامين الجعفري رحمهما الله … وايضا الاستاذ عز الدين اطال الله عمره ، والذي اضافة لعمله بالمدرسة كان يشرف على نادي الوحدة ، بذاك الزمن كان النادي في اوج قوته فتذكرت الاخوين الجهاني ، ومن بعدهما جلال الدامجة ومصطفى الجيلاني ، زمن كانت فيه الكورة ببلادنا ياسلام ياسلام ..

ميزران عطر مدينتي الازلي .. البيوت العتيقة ذات الطابقين النوافد الخشبية الطويلة والبلكونات القصيرة المسيجة بالحديد وكـ (خراصات) العروس يتدلى منها العطر والنعناع ، ميزران دوالي العنب والفل والياسمينات .

من ميزران ..
اذكركم طرابلس صبية جميلة وخجولة وخلف ( فراشيتها ) تختبي الحكايات والذكريات .. فقط احترمها ، وانطلق خلفها ، و اصغ حتى لصمتها وحفيف خطوها!!

وما تنساش تفتح عيونك ، وتوسع خطوات رجليك .

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …