طلبت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق من مجلس رئاسة الوزراء؛ إعلان حالة الطوارئ واتخاذ الإجراءات والتدابير الاستثنائية لمواجهة العصابات الإجرامية وفرض الأمن وتقديم الجناة للعدالة، وقال وزير الداخلية فتحي باشاغا؛ إنهم سيطلقون حملة قوية ضد المجرمين وسيتصدون بكل قوة للجرائم اليومية التي تروع المواطنين لأنها أحد أشكال الإرهاب، على حد قوله.
وتأتي تحركات وزارة الداخلية على خلفية حادثة قتل شاب من قبل مسلح في أحد شوارع منطقة السراج غربي طرابلس، رصدتها كاميرا مراقبة، مثبتة على أحد المحلات،قبل أن تتمكن مديرية أمن جنزور من تسلم المتهم بقتل الشاب من مديرية أمن الزاوية في أقل من 48 ساعة.
ويظهر الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، عملية قتل بدم بارد، وفي الصورة شاب يلاحق سيارة وبمجرد وصوله يطلق عليه أحد الراكبين الثلاثة، رصاصة في رأسه ويرديه قتيلا، يتدخل شقيقه، فيتلقى هو الآخر طلقات في ساقيه.
وفي تفاصيل الحادثة قال قريب الضحية إن مشاجرة وقعت بين الشاب وركاب السيارة انتهت دون مشاكل، لكنها تجددت بعد ذلك وأدت إلى ارتكاب جريمة القتل.
ويذكر أحد أقارب الضحية أن الشاب لم يبلغ العشرين من عمره، وهو من مواليد 2000 ويدعى رشيد صالح البكوش من مدينة جادو وصاحب محل عطور بمنطقة السراج بالعاصمة، بحسب إفادة أحد أقاربه للأحرار. ويفيد الشاهد كذلك أن قريبه القتيل معروف في المنطقة بحسن أخلاقه وليست له مشاكل مع أحد.
وعقب الحادثة استنفر وزير الداخلية فتحي باشاغا الأجهزة الأمنية للتحري والبحث، للقبض على المتورطين فيها، مؤكدا أن الفوضى والعاصمة تحت القصف، هي شكل من أشكال الإرهاب، وهو ما أكده قريب الضحية من وجود انتشار أمني في منطقة السراج وعمليات تمشيط بحثا عن الجناة.
وتعليقا على الحادثة قال وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا؛ إنهم سيطلقون حملة قوية ضد المجرمين وسيتصدون بكل قوة للجرائم اليومية التي تروع المواطنين لأنها أحد أشكال الإرهاب، مضيفا أنه لا مجال للتمترس وراء الحصون الثورية أو القبلية أو الفئوية لأن سلطان المظلوم هو الغالب على إجرام الفاسدين، وفق تعبيره؛ وأنهم سيثأرون للمجني عليهم الذين طالتهم يد الفوضى والإجرام،على حد وصفه.
وفي السياق نفسه طالبت وزارة الداخلية حكومة الوفاق بإعلان حالة الطوارئ واتخاذ الإجراءات والتدابير الاستثنائية لمواجهة العصابات الاجرامية وفرض الأمن وتقديم الجناة للعدالة، وجاء ذلك خلال بيان الجمعة الذي أكدت فيه الوزارة تصديها للإرهاب والتطرف والهجوم الغاشم لحفتر واعتداءه على العاصمة، مؤكدة أن الجرائم اليومية التي يرتكبها مجموعة من الخارجين عن القانون تعد شكلا من أشكال الارهاب الذي يهدد حياة المواطنين حسب البيان.
وفي سياق ذي صلة بتصدي الجهات الأمنية في العاصمة لمظاهر الفوضى، كان باشاغا قد أمر بضبط أحد عناصر كتيبة النخبة محمد المحيشي، وتسليمه إلى مكتب النائب العام بعد اقتحام أحد المباني العامة لاستخدامه مقرا للكتيبة.
تكرر حوادث القتل ومظاهر الاستهتار بالقانون واستغلال انشغال العاصمة بالدفاع عن أبنائها منذ 6 أشهر من الاعتداء، اعتبرته وزارة الداخلية جزءا من حربها على إرهاب حفتر، ويراه المواطنون طعنة في ظهر المقاتلين على الجبهات، وخيانة لدولة تريد أن تؤسس للقانون وتحمي الحرية المسؤولة