منصة الصباح

وداعًا ماريو

جمعة بوكليب

صباح الإثنين الماضي، في نشرة السابعة في المذياع، سمعتُ خبر وفاة الكاتب البيروي ماريو فارغاس يوسا. النشرة الإخبارية التي نقلت إلي الخبر، كانت تفيض بأعداد القتلى في أوكرانيا وفي غزّة.

إذاً، لم يعد ماريو موجودًا بيننا. انتقل إلى حياة أخرى، بعد 89 عاما من الكتابة والترحال، بين الأدب والسياسة. كنتُ أحرص على متابعة مقالاته، التي كان ينشرها في صحيفة الشرق الأوسط، وأعتبرتها بمثابة لقاءات تجمعنا معًا، مرّةً كل حين. في آخر لقاء، أوصاني بقراءة رواية” طائر الليل البذيء” لكاتب راحل من تشيلي اسمه خوسيه دونوسو. كالعادة، شكرته واقتنيت الرواية في الحال عبر الانترنت. رواية لافتة ، تعيدك لأجواء مائة عام من العزلة. لكن ماريو فارغاس يوسا لم يكتب رواية مشابهة لرواية غارسيا ماركيز المذكورة. كان روائيا مختلفًا. آخر ما قرأتُ له رواية بعنوان:” الفردوس على الضفة الأخرى” تتعرض روائيا لسيرة حياة الرسام الفرنسي بول غوغان.

اقتنيتُ الرواية من مكتبة في مدينة تونس، قرب محطة برشلونة، دلّني عليها صديقي الكاتب محمد النّعاس ذات مساء.

المكتبة كانت مقفلة. عدتُ إليها مرة أخرى من دونه، رفقة صديقي الفنان الموسيقي بشير الغريب. وعلى أرففها وجدت الرواية في انتظاري. الشكر موصول لصديقي الكاتب منصور بوشناف الذي لفت انتباهي إلى ضرورة قراءتها. منصور أيضًا كان من لفت اهتمامي إلى رواية أخرى لنفس المؤلف بعنوان:” في مديح الخالة.” اقتنيتها لدى زيارتي الأخيرة إلى معرض القاهرة للكتاب. رواية قصيرة متميزة. ربما لذلك السبب، لم أغتم كثيرًا لوفاة ماريو فارغاس يوسا، لعلمي أن أدبه مايزال يثير فينا شهوة القراءة، وأنه سيظل بيننا. لكني سأفتقد لقاءاتي به على صفحات جريدة الشرق الأوسط، وهو يحدثني متنقلاً بذكرياته في مدن العالم، متوقفاً في محطات جمعته بكتّاب من مختلف البلدان. وبالتأكيد سأفتقد توصياته لي بضرورة اقتناء وقراءة روايات أو كتب قرأها واستحقت اهتمامه.

ودَاعًا ماريو فارغاس يوسا.

شاهد أيضاً

توطين الليبيين في ليبيا

عبدالرزاق الداهش هل لدينا رقم بشأن أهلنا في الجنوب ممن باعوا ممتلكاتهم، وانخرطوا في موسم …