منصة الصباح

مُناكفاتُ عامٍ جديد/قديم

جمعة بوكليب

زايد…ناقص

إلى عمر الككلي

1- مآخذ
يُؤخَذُ:
على المَرايا، حين نُكلّمُها، رِيبةُ صَمْتِها. على الطُرقَاتِ، حين نَسلُكها، انسدادُها. على الجُدرانِ، حين نَستجوبها، تَواطؤها. على الصّبرِ، حين نَحتاجه، نَفادُ مخزُونهِ.

على الأملِ، حين نَطلبُه، عَتمةُ غيابِهِ. على الحُبّ، حين نلاحقه، رَوغانُهُ. على البحرِ، حين نأتمنه، أنْصالُ غَدرِهِ. على الحكاياتِ، حين نَسمعُها، غُموضُ نهاياتها. على الأشجارِ،حين نَحتطُبها، شِدةُ احتمالها. على العُشبِ، حين نَدوسُه، خُنوعُه. على الوردِ، حين نَقطفه، استسلامُه. وعلى قلبي، حين أُرَمِمُ كُسُورَه، بُكاؤه.

هل يُؤخذ على أمّي، حين أُنَاديها ولا تَردُّ، مَوتُها؟

2- ” القلوبْ مخازن”
بَعضُها لا يَخلو من حَنانٍ. بعضُها تسكنُه رحمةٌ. بعضها تجتبيه مودةٌ. بَعضُها عامرٌ بدفءٍ. بعضُها تؤرقه أسئلةٌ. بعضُها تستبيحه همومٌ. بَعضُها ٌيُنغِصُّ هُدوءَ الليلِ قلقاً.

بَعضُها… بَعضُها…. بَعضُهاَ.

أين نَفرُّ بأسرَارِنا ونُودعُ أحلامَنا لو لم تكنْ “القلوب مخازن”؟

3- ما تَبَقّى
حين كَبرتُ ذات نهارٍ فجأةً، تَركتُ ورائي طفولةً فقيرةً نائمةً، في بيتٍ قديمٍ، على بقايا حصيرٍ ووسادةٍ من فُتاتِ أحَلام. في صَخبِ الكتاتيبِ حفظتُ قَسْراً ما لقننوني، وفي ضَجرِالمدارسِ دَوّنتْ خَوفاً ما ألزموني.

وفي الحاراتِ والأزقةِ والشوارعِ، من دون عصا فقيه أو زجِرمُعلم، تعلمتُ السباحةَ في الوحلِ. ونَجوتُ بأعجوبة من مخالبِ من كانوا يَبيّتونَ اغراقي.

في زمنٍ آخر، رافقني شبابي متحفّزاً ومُترقّباً ما قد تمنّيت أن يتحقق يوماً، فكان السجنُ عنواني، وبداية اغترابي. فجاءتْ قصيدةٌ سَيّارةٌ وألقتْ إليَّ بحبلٍ.

في رُبعي الأخير:
بلا حُبِّ يدثرُها دِفؤُه،
تستلقي كُهولتي عَاريةً على سريرِ الليالي.

4- سؤال
” أشكي لمين الهوى وكل الناس مجاريح؟”

شاهد أيضاً

استمرار تجهيز مشروع محطة الكيش في بنغازي

تواصل شركة الكهرباء أعمال تجهيز مشروع محطة الكيش جهد 11/30/220 ك.ف في مدينة بنغازي. وأوضحت …