الرسام محمد شندول يروي للصباح الالكتروني تفاصيل جدارية غات
حوار / نهلة المهدي
غات حسب الروايات المتواترة لدى أهلها جاءت تسميتها من الغوث أي انها مدينة تغيث المسافر وتؤمن له الماء والزاد وفي رواية اخرى غات نسبة الى ولي صالح يدعى غوث ولايزال قبره بغات القديمة
جدارية طرابلس وغات
غات ملهمة محمد شندول محطته الثانية بعد جدارية المدينة القديمة بطرابلس التي لم تخلو من جدل حولها.
يقول شندول : جاءت فكرة الذهاب إلى غات ورسم جدارية على إحدى حوائط المدينة القديمة هناك بتشجيع من الفنانة لمياء ابورويس صاحبة مشروع ( حويتة ) للصناعات التقليدية ، احبت لمياء ان يكون لغات القديمة جدارية كالتي رسمتها على جدار ساحة كنيسة مريم العذراء
ثروة بصرية هائلة
يضيف محمد وافقت على الفور وتواصلنا مع الاتحاد النسائي هناك وعرضت عليهم بالاضافة الى الجدارية تنفيذ ورشة عمل لتعليم الرسم واستخدام الفرش والألوان ضمن مشروع (آقيون ) بناء السلام من خلال الفن
وصلت غات صحبة لمياء وفي اول يوم قمنا بجولة في المدينة القديمة، كانت بالنسبة لي ثروة بصرية هائلة يقول محمد، كانت المدينة مفاجأة بالنسبة لي كمية هائلة من الجمال لم أر مثيله من قبل : البيوت الطينية واللون الترابي الأحمر ، النخيل في كل مكان، شعرت بأنني فعلا في قرية من الريف الذي قرأت عنه او شاهدته في الأفلام
القصة تتكرر والجدل أيضا
في اليوم الثاني يقول محمد : اخترت الجدار الذي سأرسم عليه وفكرة الرسمة كانت لرجل وامرأة طارقيان ، أخذنا التصاريح القانونية اللازمة وتأكدنا مسبقا بأن الطلاء لا يؤثر على الملمس الأثري، كنت ارغب لفت الانتباه لهذا الجدار بالألوان ، إلا إن الرياح جرت بما لا تشته السفن، تكررت نفس القصة الأولى، يومان من العمل المتواصل تحت درجات الحرارة العالية والتنقيب على جدار ننفذ عليه فكرتنا، نشر احد المصورين معنا صورا لجولتنا، تباينت الآراء واختلفت وجهات النظر بين مؤيد لرسم جدارية على حائط المدينة القديمة وبين معارض
يضيف شندول : تجربتي الأولى في جدارية طرابلس علمتني أن امضي واترك الجدال حتى ينتهي وتهدأ العاصفة ويذهب سوء الفهم الى حال سبيله، انسحبت الى ان جاء الغوث
نساء غات أغثنني
الاتحاد النسائي منظمة تعمل في غات وتستمد قوتها من الحضور النسائي في مجتمع غات الظاهر ودور المرأة الواضح للعيان ، المرأة في غات يقول محمد : تحظى بتقدير واحترام شديدين لذلك كان الاتحاد وجهتنا واخترت جدار لمقر الاتحاد الذي يعد جزءا مهما من المدينة القديمة المعاد ترميمه حديثا
اكتشفت إن للنساء في غات قيمة واحترام عالي جداً وهن فعلا رائدات، تعرفت على ضابطات ومعلمات وسيدات أعمال وطبيبات كن سندا لي في انجاز مهتمي
الشغف عارم
يضيف شندول بدأت الورشة التدريبية المخصصة للرسم والتلوين ولم اكن اتوقع العدد المشارك ، اكثر من سبعة عشر شغوف بالفن والرسم اغلبهن نساء واطفال وكبار السن، كسرت الجليد بيننا وكنت احتاج الى هذه المقدمة لأن المشاركين
لم يجربوا التلوين من قبل وليس لديهم أي نوع من أنواع الأدوات الخاصة بالتلوين والرسم وشكل هذا بالنسبة صدمة
مندهشا يصف شندول ردات أفعال المشاركين قائلا : ( في اليوم الثاني عندما بدأنا التلوين الكل كانوا سعداء جدا ولا يرغبون التوقف اضطررنا الى اضافة ساعات أطول للورشة حتى لا نعترض انسجامهم بالألوان )
ثلاثة أيام من المتعة والألوان خرجنا منها بمعرض فني صغير، يتخلل هذه الايام الثلاث بطبيعة الحال العمل على الجدارية ، لم اعرف النوم إلا ساعات قليلة،كنت بين ورشة التلوين والجدارية لكني لم اشعر بالتعب كنت منغمسا تماما في صحراء غات وألوانها وناسها، التحدي كان كبيرا يقول محمد لكني أنجزت أخيرا وانتصرنا جميعا وظهرت جدارية غات
امرأة ترتدي ثوب أحمر
الجدارية لامرأة ترتدي زى احمر كما تبدو في المناسبات، رسمتها تقديرا مني للمرأة في غات لما قاموا به من اجلي، كن خط الدفاع الأول عن فكرتي ، الغاتيات قادوا حلمي إلى التحقق، فكانت الجدارية عرفانا مني وتقديرا
غات الملونة
يقول محمد : سحرتني غات بألوانها، اللباس الغاتي الوانه جريئة ومتعددة ، حضرت العرس الغاتي الجميل المزدحم بالموسيقى والرقص، ما يميز سكان غات الهدوء ولغة الحوار والانسجام المجتمعي، المرأة وحضورها القوي، انفتاح المجتمع على كافة الثقافات، اللغات المختلفة ( العربية والتارقية والهاوسا الافريقيه) ،ندرة المدخنين، الأطباق اللذيذة