منصة الصباح

جائزة نوبل للتفاهة

د/ابولقاسم صميدة

نسمع كثيرًا عن جائزة نوبل ، ومنها وأشهرها جائزة نوبل للسلام التى هي إحدى جوائز نوبل الخمسة التي أوصى بها «ألفرد نوبل» مخترع الديناميت ، فبعد أن صنّع أداة قتل رهيبة وهي«ثلاثى نترات التولوين»ومختصرها «علميا» مادة «التي إن تي» تعرض لتأنيب الضمير فأراد أن يكفر عن جريمة اكتشاف الديناميت التي كسب منها أموالًا طائلة، فأوصى بأن تقدم جائزة لمن يصنع السلام ، وهذا تناقض عجيب.

ولعل أشخاصًا كثيرين لا يعرفون إلى يومنا هذا أسباب اختياره للسلام كأحد مواضيع جوائزه، مع أنه يمكن فهم منح جائزة نوبل في الكيمياء أو الفيزياء لكونه كان مهندسًا كيميائيًا، لكن السلام لم يكن من اهتماماته فى الحياة.

لكن كما قلت فإن نوبل أراد أن يعوض ابتكاره المدمر بتشجيع السلام ، ولكن للأسف فقد تم منح جائزة نوبل للسلام لأسباب غير مفهومة فقد مُنحت لوزير خارجية أمريكا «هنرى كيسنجر» مع أنه شارك بقوة فى تأجيج حرب فيتنام وقتل الآلاف من المدنيين مثلما نالها «مناحيم بيجن» الصهيونى ، فهى جائزة مسيسة بامتياز ولهذا وأمام غضب واستنكار الكثير من الأحرار فى العالم قامت مجموعة بتأسيس جائزة نقيضة لجائزة نوبل تسمى «جائزة إيغ نوبل» التي تعتبر نقيض جائزة نوبل العادية وتعرف أيضا بجائزة «نوبل للجهلاء» أو «نوبل للحماقة العلمية» وهي تجرى سنويًا في أجواء من السخرية والتهكم ، وقد منحت جائزة الجهلاء إلى اليابانى «أومايو ياماموتو»، الذي حصل على جائزة لاستخراجه نكهة الفانيليا من روث البقر، وتم ترشيح «ترامب» للجائزة، بعدما قال إن أفضل علاج لوباء كورونا هو حقن مواد منظفة فى دم الإنسان ، وهكذا نرى السخرية والتهكم والكوميديا السوداء تصل إلى كل شىء بسبب العبث وغياب الحقيقة وتتفيه القيم وغياب المبادىء.

ولربما بعد مجازر غزة يتم ترشيح المجرم «نتنياهو» وعصابته وداعميه الأمريكان لجائزة «إيغ نوبل» بجدارة ، وسيكون لبعض القنوات الفضائية المحلية والعربية والبرامج الرمضانية المحلية نصيب من جائزة «إيغ نوبل» بسبب ماتقدمه من محتوى غير لائق وغبي ومسلسلات لا تغنى ولا تسمن من جوع وإعلانات ساذجة وبرامج سطحية، خصوصًا برامج الكاميرا الخفية التى منعت عدة دول بثها فى مجتمعاتها لما تسببه من ضرر على النشء وخطورة على القيم والأخلاق والمروءة ، فأى متعة فى الضحك على فطرة الإنسان واستغلال الدهشة أو المروءة أو الخوف؟ وأي ترفيه ينتج عن استغـلال الغــفلة وتحــويلها لـــمادة للتــجارة الرخــيصة والضـــحك الســاذج ؟

ولعل أفضل تعليق قرأته على مثل تلك البرامج هو أنها نتاج عقل مريض وسادية تفضح التنمر والاستغلال .

شاهد أيضاً

ثلاثة في أسبوع واحد

أحلام محمد الكميشي   كنت أنوي الكتابة عن مصرفنا المركزي المترنح وحقولنا النفطية المغلقة وسياستنا …