منصة الصباح

جائزة الطاهر الحدّاد لأدب المرأة 1-2

نافذة
بقلم /محمد الهادى الجزيري

ثمّة إصرار على الانتصار لجنسها..لأنوثتها الباذخة..، تتكلّم عنهنّ بكلّ حبّ وتأوي إلى حجرتها أين تجلس إليهنّ …أعتقد أنّنا أمام أنثى تلخّص كلّ إناث العالم..تريد أن تقول معاناتهنّ ومكابدتهن للعيش…للآخر للمجتمع ..، فلا يخفى على كلّ نزيه مدى ثقل الحمل الذي تنوء به المرأة..فما أدراك حمل الشاعرة..تختزل عذابات ملايين النساء وطموحاتهن وتحاول أن تكون في مجتمع ذكوري لا يؤمن إلا بواجباتها ..أمّا حقوقها حدّث ولا حرج…

  « يسِرن أثناء نومِهنّ
من الأراضي البعيدة حتّى غرفتي
يتمسَّكن بضفائري الوهْميّة
وأتمسّك بأكفّهن
أقرؤها على ضوْء خافت
الشَّاعرات تزوَّجْن وانْتحرْن باكرًا
بعد أن كتبن الحياة بصُدور مَكْشُوفة
وجراح غائرة
مَخْفيّة بعناية
كلّما اقْتحمن غُرفتي
أخفيْتُ وجهي، مثل حُفرة صغيرة في غابة مُخيفة
بأيديهنّ الرّقيقة والمتشابكة
ونظرتُ إلى العالم من شُقوق بين أصَابعهنّ..»

لقصيدة النثر فارساتها ومجنوناتها وفاطمة واحدة منهنّ، تكتب بخلاياها ..بجسدها كلّه من دون شرط ولا قيد..، لذلك يجئ النّص كاملا لا ينقصه أيّ شيء..، إنّها المرأة العربية بمشاكلها ومطالبها تجرد أحلامها وكوابيسها كأيّ طفلة نقيّة ..لا علاقة لها بالسياسة الصاخبة والظاهرة وما يجري في العالم من مظالم لا حدّ لها ..، تكتب نفسها بصدق شديد وهذا ما ينقصنا في كتابات المرأة العربية..، نريدها كما هيَ..يكفينا من الدمى ممّن يقلن ما لا يفعلن ..، وإنّي أراهن أنّ فاطمة كرومة لو واصلت على هذا المنوال ..وظلّت بعيدة عن الغوغاء والنطيحة والعرجاء ..معتنية بقصيدتها ..ستكون لها الرتبة التي تستحقها تماما.. 

شاهد أيضاً

التومي على مذكرة تعاون مع وزارة اللامركزية الجيبوتي

الصباح وقع وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي ، و وزير اللامركزية الجيبوتي قاسم هارون …