منصة الصباح
ثلاثة أفلام وثائقية عن ليبيا ... مخرجات يصنعن وثيقة بصرية للواقع

ثلاثة أفلام وثائقية عن ليبيا … مخرجات يصنعن وثيقة بصرية للواقع

لماذا ينبغي علينا مشاهدة أفلام حقوق الإنسان؟ لأنها أكثر قدرة على زيادة الوعي والمعرفة من خلال تقديم قصص إنسانية مؤثرة، تساعدنا على فهم معاناة الآخرين في مواجهة الصراعات وغياب العدالة. إلى جانب أهميتها في إدراك الحقوق الأساسية، مثل الحق في الحياة والحرية والتعليم والعمل والكرامة والعداة. بمعنى آخر “السينما هي كيفية أن تعيش أكثر من حياة.. حياة جديدة مع كل فيلم تشاهد”، بحسب المخرج روبرت ألتمان.

في هذا التقرير، نستعرض ثلاثة أفلام وثائقية لمُخرِجاتٍ سعين إلى منح أبطال أعمالهن صوتا وصورة تجسد معاناتهم.

بابا والقذافي

يأخذنا الفيلم في رحلة شخصية وإنسانية تتتبع فيها الكاتبة والمخرجة جيهان الكيخيا مسار حياتها، وهي تحاول كشف ملابسات اختفاء والدها، الدبلوماسي الليبي منصور الكيخيا (1931–1993)، الذي اختفى في ظروف غامضة. وتستعرض خلاله رحلة والدتها التي امتدت 19 عاماً في البحث عنه.

يسعى الفيلم إلى ترميم صورة الأب الغائب والتصالح مع الهوية الليبية، وكأن جيهان بذلك تحفر عميقاً في تيمة الغياب والحنين. ومن خلال لقطات أرشيفية ومقابلات مع أفراد العائلة والأصدقاء، ترسم جيهان بورتريهاً لغياب الأب، فتبحث في ذاكرة الآخرين لعلّها تستطيع تكوين صورة أوضح عن والد لا تتذكره.

بدأ العمل على “بابا والقذافي” منذ العام 2016، كمحاولة لإنقاذ ذكرى الأب منصور، وذاكرة الأم بهاء التي تقدم بها العمر، خشية أن ترحل وتأخذ معها كل تلك الذكريات.

جيهان لا تريد لوالدها أن يختفي مرة أخرى، لذلك فتشت في ذاكرة الآخرين لترسم ملامحه من جديد. وهنا تقول:” بهذه الطريقة أحاول أن أحرره من صورته كبطل بعيد، وأعيده إلى حياتي كأب محب، أرمم جراح اختفائه وأحوله إلى حياة جديدة”.

يقدم هذا الفيلم الوثائقي رسالة مفادها أهمية وجود الأب في حياة الأبناء، وتأثير غيابه على الأسرة.

وهنا توضح جيهان، لو كان والدي على قيد الحياة اليوم لكان عمرة 94 عاما. ومشاركة قصته غير المروية هي مشاركة لقصة ليبيا غير المروية، تلك التي تمتد عبر ما يقارب مئة عام من التاريخ والسياسة. إرثه يمنحني نافذة أنظر من خلالها على ليبيا.

حقول الحرية

يروي الفيلم حكاية ثلاث سيدات (نعمة وحليمة وفدوى) يحاولن تشكيل فريق كرة قدم نسائي في ليبيا، فيرفض المجتمع هذه الفكرة، فتبدأ الآمال العريضة بشكل ليبيا الجديدة بعد الربيع العربي بالتلاشي.

هذا الفيلم الوثائقي الطويل الذي كتبته واخرجته نزيهة عريبي لا يقتصر على تصوير حياة بطلاته فقط، بل يعرض لأحداث سياسية واجتماعية وثقافية شهدتها ليبيا بعد عام 2011.

هو بمثابة صرخة عنيفة ضد العنف الاسري والمجتمعي الذي تتعرض له النساء في المجتمع الليبي والعربي بشكل عام.

وتقول نزيهة عريبي “يبعث الفيلم برسالة حب إلى المرأة في هذا البلد وإلى قوة العمل الجماعي، حيث يسلّط الضوء على التحديات الأوسع التي تواجهها المرأة في المجتمع الليبي المعاصر”.

“حقول الحرية” يحتفي بمجموعة من النساء اللواتي يمثلن الحرية، التكاتف، المثابرة، وتحقيق انتصارات صغيرة، لكن مهمة رغم الصعاب.

الفيلم مرآة تعكس حجم المعارك اليومية التي تخوضها النساء لاستعادة حقوقهن.

ليبيا لا مفر من جهنم

تتناول الصحفية سارة كريتا في فيلمه” ليبيا لا مفر من جهنم” أوضاع المهاجرين الأفارقة في ليبيا.

ويستعرض هذا الفيلم الوثائقي، الذي تبلغ مدته ستين دقيقة، الظروف القاسية التي يعيشها اللاجئون الإريتريون والأفارقة داخل معسكرات الاحتجاز، إلى جانب رحلاتهم الخطرة لعبور البحر المتوسط في محاولة للوصول إلى إيطاليا.

كما يسلّط الضوء على الاعتداء العنيف الذي أودى بحياة أكثر من 130 لاجئًا في أحد المعسكرات خلال حرب عام 2019 في طرابلس.

ويتضمن الفيلم سلسلة من اللقاءات مع مهاجرين، ومسؤولين في منظمات دولية، وضباط من قوات خفر السواحل الليبية.

وتوضح سارة كريتا أن الهدف من الفيلم هو مساعدة اللاجئين في إيصال صوتهم إلى العالم، وشرح معاناتهم في ظل التجاهل الدولي.

ويكشف الفيلم أن المهاجرين واللاجئين في ليبيا يتعرضون للاستغلال قبل الجماعات المسلحة والعصابات الإجرامية، خصوصا داخل مراكز الاحتجاز. والظروف اللاإنسانية التي يعيشها المحتجزون، حيث يفتقرون إلى الطعام والماء والضوء، إضافة إلى تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة.

وفي النهاية يشدد الفيلم على ضرورة التدخل الدولي العاجل إزاء هذا الوضع الإنساني المتدهور.

خلود الفلاح

شاهد أيضاً

أوكرانيا.. بين فقدان الكرامة أو فقدان شريك رئيس

أوكرانيا.. بين فقدان الكرامة أو فقدان شريك رئيس

وصف الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” في تصريحات يوم أمس الجمعة، بأن الوضع في بلاده “واحد …