منصة الصباح

“تلون زي ماتحب”!

“تلون زي ماتحب”!

مع قهوة الصباح:

بقلم: د . المهدي الخماس

الحصول على منصب قيادي عادة له طريقتان. الطريقة الأصح هو الإستحقاق. هذا يعني أن تكون مؤهلا للوظيفة. لديك من المهارات والقدرات مايجعلك الفرد المناسب لذلك الكرسي. لديك مايميزك عن غيرك الطالبين لنفس الوظيفة. والطريقة الأخرى هي طريقة الغرس. والتي تعني وجود عامل بعيد عن المؤهل والقدرات والمهارات والإستحقاق. تعني وجود واسطة او مال أو زمزكة وكذب واحتيال وتزوير. وهنا الطامة الكبرى. سلوك الفرد في بداية وظيفته ومايشاهده وتربيته وقيمه يساعدون في تشكيل الطريق والوسيلة لتحقيق طموحاته.

سلوك الفرد شفاف. يتلون الفرد مثل مايحب. يحضر ماجستير ، يحضر دكتوراة، فالسلوك والأيام تعري الفرد شئنا أم أبينا. من يعتقد أنه أذكى من غيره عليه إعادة النظر. الأبناء سيعرفون من هو الأب وسلوكه عند نضوجهم. والأصدقاء يعرفون من أنت. المال لايخفى اللون. والعايش على الكذب لن ينطق لسانه بالحق والأكل من الحرام لايتذوق الحلال. عموم ظاهرة الإستحقاق أو ظاهرة الغرس تحدد نوعية المجتمع وتقدمه واستقراره من عدمه. تحدد انتشار الوعي أو انتشار الجهل. والوعي والجهل ليس القرأة والكتابة فقط وإنما السلوك الواعي والسلوك الجاهل.

وعليه ياولدي ويابنتي انتبهوا لهذه الكلمات جيدا.

يعني عندما تعتمد على مهارات وهمية وتعيش في كنف فرد اخر يحميك فالامر يكون هشا طول الوقت. نعم يمكن لك الوصول الى مراكز صنع القرار والى مراكز التأثير والى مراكز التعليم العالي ولكن الحال لن يدوم. المهارات الوهمية تزيلها الرياح الخفيفة ببساطة والمهارات المستحقة لايزيلها سونامي.

ياولدي ويابنتي قوي نفسك بالعلم وبالمهارات الصحيحة التي تميزك. عندما تتسلح بهذه الخصائص تجد نفسا مستحقا لكل ماهو جميل ونافع وبدون جميل أحد وبرضى الله. هكذا تجد نفسك باحثا عن التطوير وصانعا للإبداع وقدوة لغيرك والجيل الذي يعقبك. وهكذا تكسب احترامك لنفسك واحترام الغير لك. وعندما تعيش في كنف الوهم وتعتمد على مساندة غيرك وتتكئ على كتف الوساطة والمحسوبية ستكتشف تفاهتك وستحتقر نفسك سرا وتعيش لبوة وتزأر جهرا تضليلا للغير. أنت تعرف عند الإختلاء بنفسك أنك صغير وأنه عليك التفكير في المزيد من الحيل والتسلق لتستمر في المشي على أكتاف الغير وحبل الوهم قصير وعند انقطاعه يكون السقوط مروعا ومخيفا.

وفقكم الله شباب اليوم وقيادات المستقبل

شاهد أيضاً

نَحْنُ شُطَّارٌ فِي اخْتِلَاقِ الأعْذَارِ

باختصار د.علي عاشور قبل أيام قليلة نجحنا نحن الليبيون في ما يزيد عن خمسين بلدية …