منصة الصباح

تقارير واهية !

فرج كريكش

تتبعت أحد أساتذتي في الجامعة بعد خروجه من المحاضرة، معترضا على خطأ في جمع درجات الامتحان، لكن الدكتور كان يتحدث إليّ مسرعا، منزعجا، لا ينظر إلي و لا يخفي تذمره من إلحاحي، كأنه لاعب كرة قدم خسر نتيجة المباراة وفقد أعصابه من تطفل الصحفيين..

لكنني تحت وقع الظلم تجاسرت على غير عادتي مع الأساتذة الذين أوقرهم، وأغير طباعي لأجلهم، قائلاً: يا دكتور. لا تصغر خدك للناس!…فوقعت الآية كالرمح في فؤاد معلمي، وتوقف عن المسير، والتفت اليّ بجسده كاملا، وكنت أتخيل أنه سيوبخني أو يطردني، لكنه كان معلما بحق، ومؤمناً أوابا.

قال: سامحني يا ابني. والله ما كنت أقصد. لا الكبر ولا الاستعلاء.. لكن لدي ارتباطات مهمة، ووقتي ضيق للغاية، و أعدك أنني سأعاود النظر في إجاباتك في أول فرصة.

لا كبير مع الظلم ولو كان المعلم الذي كاد أن يكون رسولا.

وقبل أن تشهق لحجم الكلمة وعظمها استمع إليه عز وجل وهو يقول في الحديث القدسي: ( يا عبادي.. إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).

لا بر الوالدين، ولا تبجيل المعلمين، ولا حقوق الجيران أو الأصدقاء الأخلاء تبرر أو تبيح الظلم أو تسامح فيه، فبأي وجه بالله عليكم ينبري هؤلاء المتفلسفون ليبرروا العقوبات الجماعية والأحكام المسبقة بلا تريث ولا تحقيق، ويحثوا على أن تزر وازرة وزر أخرى، ويكبروا على القتل والسحر ونبش القبور والتبرز في صالونات الناس!.

إن تقارير القنوات الفضائية الموجهة ليست معتبرة يوم العرض الأعظم.

اتهم من شئت بما شئت.. ولكن اسمح لي أن أتهمكم بما فوق التأله والكبرياء، لأنك سمعت ولم تتحقق، وحكمت ولم تتبين، بل لأنك ظلمت!.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …