نود أن نوضح ونؤكد للمجتمع الدولي وبالأخص الدول الصديقة المهتمة بالشأن الليبي بأننا كنا ومازلنا ملتزمين بحقن دماء الليبيين، ومن هذا المنطلق أعلنا الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2510) لسنة 2020، الذي يعزز نتائج مؤتمر برلين، وينص على وقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين، كما وقعنا منفردين على وقف اطلاق النار الذي طرحته كل من دولتي روسيا وتركيا.
وللأسف ازدادت الخروقات الموثقة من قبل الطرف المعتدي منذ صدور قرار مجلس الأمن، ولم تتوقف المليشيات المعتدية عن قصف الاحياء السكنية في العاصمة طرابلس وتسبب ذلك في مقتل العشرات من المدنيين وتدمير بيوتهم.
ورغم هذه الانتهاكات، قبلنا مرة أخرى بالهدنة الإنسانية التي دعت اليها العديد من المنظمات الدولية والإقليمية وذلك لحماية مواطنينا وجميع المقيمين على أرض ليبيا بالأخص بسبب جائحة كورونا، واتضح للجميع ما كنّا نؤكده من أن الإنسانية مفقودة لدى المعتدي ومليشياته ومرتزقته الارهابيين، حيث اعتبر الوباء فرصة لتصعيد اعتداءاته مستغلا انشغالنا بمواجهة هذه الجائحة.
إن ما سبق من انتهاكات وخروقات يجعلنا لا نثق أبداً فيما يعلن من هدنة، لأنه اعتاد على الغدر والخيانة، وما أعلنه المعتدي منذ يومين بالانقلاب على الاتفاق السياسي والمؤسسات الشرعية يؤكد بأنه ليس لدينا شريك للسلام بل امامنا شخص متعطش للدماء مهووس بالسلطة.
إن أية عملية لوقف إطلاق النار ورصد الخروقات وللوصول إلى هدنة حقيقية فعلية تحتاج إلى رعاية وضمانات وآليات دولية يبحت فيها من خلال تفعيل عمل لجنة 5+5 التي تشرف عليها بعثة الدعم في ليبيا
وفي هذا الوقت نؤكد على موقفنا الثابت بأننا مستمرون في الدفاع المشروع عن انفسنا، وضرب بؤر التهديد أينما وجدت وانهاء المجموعات الخارجة على القانون المستهينة بأرواح الليبيين في كامل أنحاء البلاد.
ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا الترحيب بجميع المواقف الوطنية في كل أنحاء ليبيا والتي أعلنت عن رفضها لعسكرة الدولة والتي تدعو للدولة المدنية الديمقراطية.