المحرر الرياضي
انقضى موسم السلة, ولف الصمت قاعات اللعبة – مؤقتاً – استعداداً لضجيج موسم قادم, لكن لحظات اختلط فيها الفرح بالترح, وارتسمت فيها البهجة مع خيبة الأمل, وتميزت جميعها بالإثارة, ستظل راسخة في أذهان محبي اللعبة, لاسيما الجمهور الذي ملأ مدرجات مجمع سليمان الضراط ببنغازي والقاعة الكبرى في طرابلس –أبان المرحلة الختامية للدوري والكأس- شاهدة على أن الارتفاع المضطرد في نسق مسابقات اللعبة, ومفتتحة – كما يرى كثير من المتابعين – عصراً جديداً للكرة البرتقالية في بلادنا.
ومرد هذا النجاح الذي اتسمت به مسابقتا الدوري والكأس يعود إلى عوامل عدة, في مقدمتها لاعبون تألقوا بقوة وحصدوا إشادات من النقاد والجمهور, حتى باتوا ينافسون في نجوميتهم نظرائهم في لعبة كرة القدم.
وفي ظل بروز عدد من النجوم المميزين في موسم السلة المنقضي, يبدو الحصر أقرب إلى الاستحالة, لكن تسليط الضوء على أكثرهم توهجاً ضرورة, اعتماداً على الإحصاءات التي تعد عاملاً لا مناص منه في تقييم لاعبي الكرة البرتقالية.
1- الساعدي القائد
يعدّ النجم الأبرز في عالم السلة المحلية حالياً, وبفضل أدائه الكبير وقيادته الحكيمة, إضافة إلى نظارته المميزة كرّس نفسه كأيقونة للعبة, بل إنه خرج من نطاق اللعبة ليصبح أحد أشهر الرياضيين في ليبيا.
ولا يحتاج محمد الساعدي إلى كثير عناء لإثبات قيمته الفنية الكبرى, فهو صانع ألعاب (بوينت غارد) لا يضاهى, وتشهد على ذلك تمريراته الحاسمة الـ71 في نهائيات الدوري (الأول مقارنة ببقية اللاعبين) وكذلك الأكثر قطعاً للكرات في ذات المسابقة (34 مرة).
وكما كان متوقعاً, ساهم هذا اللاعب في تتويج فريقه باللقب السابع في الدوري, واختير كأفضل لاعب وصانع الألعاب, وفقاً للجوائز المقدمة من اتحاد اللعبة, بالتشارك مع موقع (كرة السلة الليبية).
2- جاستس ملك الثلاثيات
كان تواجده يبعث الرعب في قلوب المنافسين, فرمياته الثلاثية كفيلة بقتل المباراة – كما فعلت في مرات عديدة – وطالما جلبت مناوراته داخل الملعب الفوز للأهلي طرابلس.
لن تحتاج إلى كثير عناء لتعرف أن المقصود بهذه الكلمات هو الأمريكي جيمس جاستس, الذي انتظر نهاية الدور الأول من الدوري ليخرج مارد إبداعه من القمقم ويسطر مستويات رائعة في النهائيات, لاسيما على مستوى الثلاثيات, التي تصدر قائمة مسجليها, برصيد 38 نقطة, مثلت نسبة نجاح تجاوزت الـ37%, كما وضعته تمريراته الـ48 رابعاً في هذا التخصص بالدوري.
لكن البدايات الجيدة اختتمت بشكل سىء, عندما أقصي بقرار من اتحاد اللعبة, إثر مساهمته في الأحداث التي أدت لتوقف مباراة نصف نهائي الكأس بين الأهلي طرابلس والنصر, وحرم من اللعب لـ8 مباريات متتالية.
3- العنكبوت جاكسون
مثّل الأمريكي دواين جاكسون الأهلي طرابلس في الدوري للمرة الثانية هذا الموسم, مؤكداً بذلك مساهماته الكبيرة على مستوى اللعب وقدرته في قيادة الفريق إلى الانتصارات.
ورغم أن اللاعب الأمريكي شبيه الممثل والمغني كالفن كوردوزار (سنوب دوغ) لم يتصدر أياً من قائمة الإحصاءات الخاصة باللاعبين في نهائيات الدوري والكأس, إلا أنه كان مؤثراً بقوة في كل المباريات التي خاضها, واعتمد عليه المدرب غسان سركيس في تشتيت دفاعات المنافسين, بالنظر إلى سرعته ومهارته في الاختراق تحت الشبكة.
4- الشويهدي المقاتل
انتظر لاعب الأهلي بنغازي سفيان الشويهدي انقضاء نهائيات الدوري وانطلاق المرحلة الختامية من الكأس, ليظهر كامل إمكاناته ويقود فريقه للتغلب على بطل الدوري في المباراة النهائية.
وفي تلك المباراة, نصّب الشويهدي نفسه نجماً أول, وحقق 15 نقطة و10 متابعات (دبل دبل ) إضافة لـ3 تمريرات حاسمة وقطع وحيد للكرة واعتراض وحيد آخر.
وبفضل أدائه الكبير, دخل سفيان في قائمة الجوائز الفردية المقدمة من اتحاد اللعبة, واختير كأفضل لاعب في المركز رقم 3.
5- الجهمي المبدع
لم يكن الجهمي الوحيد من الأهلي بنغازي الذي جذب إليه الأنظار بسبب تألقه, بل نازعه في ذلك زميله إسماعيل الجهمي, صاحب اللعبات الرائعة في نهائي الكأس.
ويدرك كل من تابع ذلك اللقاء أن الجهمي يمتلك إمكانات فنية كبيرة, تؤهله للاحتراف في الخارج ولأن يحظى بمركز متقدم بين نجوم السلة الليبية.
وعلى مستوى الإحصاءات, فقد تصدر اللاعب قائمة الهدافين المحليين في نهائيات الدوري بـ190 نقطة, بالمشاركة مع نجم النصر محمد أبوزقية.
6- ماجوك .. قيمة ثابتة
جاء اللبناني أتير ماجوك لنهائيات الدوري وهو مكلل بغار الذهب الأفريقي مع المنستيري التونسي, واعتبر حتى من قبل أن يسجل ظهوره الأول بقاعاتنا المحلية صفقة كبرى حظي بها المروج.
ولم يخيب اللاعب الذي تعود أصوله إلى جنوب السودان ويحمل الجنسية الأسترالية أيضاً, ظن ما استقدموه, فتألق بقوة وكان أفضل معترض للكرات في نهائيات الدوري (55 اعتراض), والأول في المتابعات (الريبوند) بـ157 متابعة.
ورغم أن نتائج المروج الذي افتقد بعضاً من نجومه المنتقلين قبل انطلاق الموسم لم تسعف ماجوك في تحقيق لقب الدوري, إلا أنه استطاع رفع الكأس لدى انتقاله إلى الأهلي بنغازي إثر ذلك.
7- أمير الفنان
كانت للمحترفين اليد الطولى في الدوري والكأس, وأبانت الإحصاءات أنهم يتقدمون على نظرائهم المحليين, مؤكدين أن تواجدهم أضفى على المسابقة قوة شهد بها القاصي والداني.
ومن بين هؤلاء المحترفين, برز الأمريكي أمير جاكسون, لاعب الهلال, الذي جاء رابعاً في قائمة أفضل قاطعي الكرات, بـ24 قطع ناجح, وثاني هداف في نهائيات الدوري, برصيد 244 نقطة.
ويرافقه في رحلة التألق مواطنه جوليوس كولس, الذي لعب في نهائيات الدوري للمروج, ثم أتبع ذلك بتمثيل الأهلي بنغازي في الكأس, ودخل قائمة الإحصاءات المتميزة كثاني لاعب قدم تمريرات حاسمة (52 تمريرة) والرابع من حيث تسجيل الثلاثيات (28 نقطة).
8- خماسي الروكي
يملك الدوري الليبي نظام (روكي) شبيهاً بذلك الموجود في دوري السلة الأمريكي للمحترفين, لكن ذلك لا يمنع من تسليط الضوء على مجموعة من المواهب الشابة, التي وضعت أقدامها على طريق النجاح.
ووفقاً لموقع (كرة السلة الليبية) فإن خماسياً يتكون من محمد الصفراني صانع ألعاب المروج, علي ناجي الذي يشغل المركز رقم 2 مع الاتحاد, محمد الأوجلي اللاعب رقم 3 في تشكيلة الهلال, محمد السليني من نادي المروج في المركز رقم 4 وعلي الزناتي من نادي النصر في المركز رقم 5, ضم أبرز اللاعبين الشباب, الذين لم تتجاوز أعمارهم 20 عاماً وتألقوا بقوة هذا الموسم.