حاوره/ نورالدين المشاي
هو أبن الغرب الجزائري؛ المقاتل الصحراوي والظهير الأيسر لوداد تلمسان سابقاً “بن عمراوي عبدالرازق” ، عندما يكون بعيداً عن الملعب خلوق وهادىء ولا يحب الكلام كثيراً، وهذه تحسب له وهي من صفات الكبار، ولكن؛ وبمجرد أن تطأ قدماه المعشب الأخضر يتحول إلى مقاتل شرس صعب المراس.
يتمتع بفكر هجومي وإمكانيات بدنية هائلة قل ما تجدها لدى شاغلي هذا المركز المهم والحساس في عالم كرة القدم الحديثة، يجيد التغطية الدفاعية واللعب في وسط الملعب.
ظهر بشكل مميز مع وداد تلمسان في الموسم الأخير، ولفت أنظار وكيل لاعبين فرنسي حاول ضمه للعب في دوري الدرجة الثانية الفرنسي ، ولكن لم يحالفه الحظ بسبب بعض الظروف المتعلقة بالميركاتو، وقبل أن يحط الرحال في قلعة الفهود كان قريب جداً من اللعب في أحد فرق الممتاز بالدوري المصري، ولكن بسبب تغيير طرأ على الطاقم الفني توقفت المفاوضات.
ألقت به رياح الغرب الجزائري في قلعة الأبطال، وبما أنه لا يهاب الصعاب باعتباره مقاتل صحراوي يتمتع بميزة التأقلم مع كافة الظروف، فمن المتوقع أن ينسجم بالسرعة القصوى مع زمرة الفهود، وهذا ما لمسناه من خلال حديثنا معه عبر هذا اللقاء الشيق.
جمهور الفهود متشوقة لمعرفة بن عمراوي، حدثنا عن بداياتك؟
أنا من موليد عام 2000 وبدأت لعب كرة القدم من سن سبعة أعوام في فئة الناشئين بأكاديمية أوبو تلمسان، تحت إشراف المدربين “قليل حكيم وعبدالقادر بوراس وبومنزه محمد”، وبهذه المناسبة أود أن أشكرهم كثيراً على تدريبي وتأهيلي وتوجيهي ونصحي لمدة ست سنوات، وبفضلهم التحقت بصفوف منتخب الجزائر تحت سن عشر سنوات، وفي عمر ثلاثة عشر عاماً انتقلت لنادي وداد تلمسان بترشيح من المدربين الذين أشرفوا علي في الأكاديمية، ولعبت معهم مواسم جيدة قبل أن ألتحق ولأول مرة بصفوف المنتخب الوطني تحت سن خمسة عشر عاماً، بالإضافة إلى لعبي في كافة فئات الشباب بالمنتخب الوطني.
تتلمذت على أيدي العديد من المدربين وتحصلت على عدة جوائز فردية وجماعية مع فريق وداد تلمسان، الذي كان له الفضل الكبير من بعد الله في ظهوري كلاعب محترف في صفوف التحدي في أول تحدي خارج حدود الوطن.
من هو وداد تلمسان؟
هو أحد أبرز و أعرق الفرق على مستوى الغرب الجزائري، تخرج من صفوفه لاعبين كبار تألقوا داخل وخارج الجزائر ، أبرزهم بلتاج والهبري كمال وبوجقجي ومحمد تنقو، لعبوا مع المنتخب الوطني وحققوا بطولات على مستوى الدوري والكأس.
الإنطلاقة في عالم الاحتراف من بوابة التحدي، كيف حدث ذلك؟
انتقالي إلى ليبيا تحقق بتوفيق من الله وعبر وكيل أعمالي الذي أحب أن أشكرهُ كثيراً، فهو الذي تواصل مع السيد الكابتن طارق النيهوم بناءً على رغبته لكي اتقمص غلالة نادي التحدي وأكون واحداً من فهوده، التحدي غني عن التعريف وهو أحد أبرز الفرق في ليبيا وصاحب تاريخ حافل بالبطولات والمشاركات الخارجية.
إذا أنت متابع للدوري الليبي وتعرف فريق التحدي؟
من ذا الذي لا يعرف نادي معقل الفهود التي لا تروض، فبالرغم من الظروف يبقى التحدي نادٍ كبير ومعروف في ليبيا وخاصةً في مدينة بنغازي، ويكفيه بأنه صاحب ثلاث بطولات على مستوى الدوري وهذا شرف كبير للنادي وأنصاره جمهور الصبراوية.
ماذا تعني لك كلمة التحدي؟
أنا قبلت اللعب في صفوف التحدي من أجل التحدي، ولكي أثبت للجميع في وطني الجزائر وبلدي الثاني ليبيا بأنني أهل لهذه المهمة وإمكانياتي كلاعب ستساعدني على تقديم ما يرضي الجماهير الليبية، وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة لكي أكون خير سفير للكرة الجزائرية في ليبيا.
هل شاهدت مباريات من الدوري الليبي، وما رأيك في مستواه؟
مستوى الدوري الليبي لا بأس بهِ، وأنا شاهدت بعض اللقطات من مباريات الدور السداسي الأخير في تونس، وأعجبني مستويات بعض الفرق التي تقدم كرة جميلة.
ما الذي لفت نظرك في اللاعب الليبي؟.
ما يميز اللاعب الليبي أنه يتمتع بالمهارات، ويجيد اللعب بشكل فردي ومع المجموعة.
أخبرتني بأنك مرتاح جداً هنا في بمدينة بنغازي، وأسعدك الاستقبال الذي حظيت به؟
شعرت ومن الوهلة الأولى منذ قدومي إلى نادي التحدي بأن الناس إدارة وجمهور سعداء بتمثيلي لهذه المؤسسة ، والاستقبال كان أكثر من رائع، وهذا زاد من حمل المسؤولية على عاتقي، وولد في نفسي الرغبة في أن أقدم كل ما بجعبتي من أجل إسعاد هذه الإدارة و وجماهير قلعة الفهود.
كما تعلم؛ فإن نادي التحدي يعاني، وفي الموسم الماضي كان قاب قوسين وأدنى من الهبوط للدرجة الأدنى، والإدارة تسعى جاهدة من أجل العودة بالفريق إلى مكانه الطبيعي، فماذا يعني لك هذا الكلام؟
هناك تفاؤل كبير لدى المسؤولين في الإدارة، والعمل على قدم وساق من أجل العودة بالفريق إلى حيث يجب أن يكون، وهذا سيعطينا حافز قوي أنا وزملائي من أجل لعب الأدوار الأولى في مسابقة الموسم الجديد.
هل هناك اختلاف ما بين الدوري الجزائري والليبي؟
لا يوجد اختلاف كبير، واللاعب الجزائري معروف على مستوى اللعب الفردي والمهارات.
أخيراً؛ بما ستختم هذا اللقاء؟
تحياتي للجمهور الليبي وخاصة جمهور التحدي “الصبراوية”، وأنا جِئت إلى مدينة بنغازي وأخترت التحدي من أجل تقديم مستويات كبيرة، وما وتوفيقي إلا من عند الله.