منصة الصباح

بعد مقابلة أهله…اتخــذت حيـــاتي منحــى جـــديـــداً

قضية : امنة  ارحومة

بعد خروجهن ذهبت ابنة أخي لأختي وأخبرتها بموضوع ابنة أخت صديقتها، فنادتني فقلت لها وأنا أنظر لابنة أخي (ما كنت نعرف إنها ابنة أخت صاحبتك) استغربت أختي وتقول (لو كانت جاية على خاطر بنت أختها راهي تكلمت بس الباين إن في موضوع تاني) فقلت لها (باهي شن هو الموضوع) ردت (ممكن يكون تفسري للموضوع صح أو غلط) توترت وقلت لها (قولي بسرعة شن هو تفسيرك) فقالت (الباين فيه خطبة وزواج) فمكان مني إلا أن ضحكت بصوت عالٍ وأنا أردد (من بخطبوا كلكم متزوجات وبناتكم الكبار مخطوبات) فصرخت بصوت غاضب ( وخيرك انتي شن ناقصك) ازددت ضحكاً وقلت لها (بعد الكبر فيلو) وبعد انفجرت من الضحك حتى أن صوت الضحك جاء بكل أخواتي وبناتهن للغرفة وهن ينظرن لي وأنا أضحك وأمسح دموعي من شدة الضحك وهن مستغربات ويرددن (خيرها شن صارلها).

ـ في تلك الدقيقة أختي أخذت موقفاً وتركت الغرفة وأنا مستمرة في الضحك وهن لازلن يسألن.. وبعد أن هدأت قلت لهن (أختكم وخالتكم وعمتكم تشعر بأن الموضوع فيه خطوبة وزواج) وما أن نطقتها حتى عادت لي حالة الضحك فصرخت في وجهي ابنة أخي وهي تقول (شن فيها كانت تزوجتي من حقك يا عمتي تعيشي ياتك) وفيما أنا على حالتي تلك (اسكتي انتي يا شوشدة. وبعدين وحدة عمرها 56 عام وبتتزوج أما حياة بتعيشها) واستمررت على تلك الحال لربع ساعة ولم أكن أعلم تفسيراً لتصرفي .. أهو حزن على العمر الذي مر أو أني لم أستوعب بعد فكرة الزواج التي محوتها منذ سنوات طويلة من حياتي.

ـ وفي تلك الليلة قررت أخواتي وبناتهن البقاء معنا في البيت.. لم أعرهن أي اهتمام لأنني كنت مقتنعة بأن موضوع الزيارة والسؤال على الأحوال فقط… واستبعدت فكرة مجيئهن بشأن الخطوبة أو الزواج.

ـ وكما كان يقول خطيبي بأن أمه جاءته بعد عودتها من بيتنا وقالت له (ما عاد عندك وين تمشي البنت اللي تبيها لقيته ليك وماني راضية عليك لو ترجع لأمريكا وأنت بلا مرا) فرد عليها (باهي يمي غر خلي نشوفها وبعدين ساهل)..  وبعد مرور أربعة أيام من زيارتهم الأولى اتصلوا بنا وقالوا بأنهم يريدون أن يأتوا لخطبتي قلبت الدنيا وأقعدتها (أني خلاص عمري تم وماني متزوجة) نادتني أمي فجئتها (يا بنتي أنتي وقفتي معاي في مرض وضيعتي عمرك وشبابك وانتي معاي وماني مسامحتك لو ضيعتي فرصتك هادي).

ـ وتصمت (ر. س) لبرهة ثم تكمل جاءت أمه وأخواته وبدأن يتكلمن في موضوع الخطبة وكانت أمي راضية على كلامهم، وقالت لهم (البنت بنتكم) فردت أمه بأنها تريد أن يحددوا موعداً لابنها لكي يري ابنتهم للرؤية الشرعية، وإذا حدث القبول سوف يتم الزواج خلال ستة أشهر، لأن ابنها سوف يعود لعمله في أمريكا.. وما أن خرجت الأم وبناتها حتى بدأت مجالس الأسرة والاستشارة والنصح من أخواتي وإخوتي وحتى أولادهم لم يتركوا لي فرصة للتفكير وهم يقولوا (هادا نصيبك جاك لعند الباب ما ضيعيشي من ايديك) وما بين رفضي لفكرة الزواج من أساسها وتشجيعهم لي لخوض هذه التجربة واهتمامهم بي.. وشكي في أن العريس هو نفسه الذي لم يعد يتصل بي منذ أكثر من أسبوعين كانت أفكاري مشوشة في تلك الحال، ولم يكن أمامي إلا أن أقبل بالمقابلة الشرعية التي حددها أخي الكبير بعد يومان من الزيارة الثانية لأمه وأخواته.

ـ وبدأ الإعداد من أخواتي ليوم زيارته المرتقب وكل واحدة منهن تنهال علي بالنصائح (مكيجي وألبسي أحسن ما عندك) فصرخت فيهن (ماني مكيجة ولا لابسة إلا الابسة اللي تعجبني رضي بيها هكي باهي ما رضاش مستغني عليه)، وما إن أكملت كلامي حتى سمعت ابنة أختي تقول (هادي بتودرنة في داهية) وبدل أن أشتمها صرت أضحك بصوت عالي حتى أن كل من حولي أصابتهم عدوى الضحك وانتهى الموضوع بأن اخترت اللباس الذي أريد.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …