الصباح/ خلود الفلاح
أعلن متحف كليفلاند للفنون في الولايات المتحدة، عن توصله إلى اتفاق مبدئي مع السلطات الليبية لإعادة تمثال “بطليماوي” يعود إلى 2200 عام، والذي اختفي قبل نحو 80 عاما.
هذا التمثال، المعروف باسم “تمثال رجل” ومصنوع من البازلت الأسود، يبلغ ارتفاعه نحو قدمين، ويصور رجلا بقدمين عريضتين وشعر قصير، يرتدي رداء يلتف حول كتف واحد، وتنساب طيات القماش من كتفه الأيسر، متقاطعة عبر جسده حتى تصل إلى كاحليه.
ويُصنف متحف كليفلاند التمثال ضمن فئة من المنحوتات الرجالية المصنوعة من الحجر والتي كانت شائعة في مصر خلال أواخر العصر البطلمي وأوائل العصر الروماني.
متحف بطليموس
وفي عام 1991، تلقى متحف كليفلاند هذا التمثال الليبي كهدية سخية من جامع آثار ضمن حملة تبرع بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس المتحف. وفي 2023، تواصلت مصلحة الآثار الليبية مع متحف كليفلاند طالبة منه الاعتراف بأن التمثال قد تم أخذه خلال الحرب العالمية الثانية من متحف بطليموس في ليبيا.
وبعد البحث، اكتشف المتحف من خلال منشورات ووثائق قديمة أن التمثال ظهر بالفعل في ثلاث صور فوتوغرافية للنحت في منشور عام 1950 للباحث الإيطالي جينارو بيسي. ووفقا لهذه الوثائق، فإن أصل التمثال يعود إلى قصر بطليموس في برقة الليبية.
خطوة إيجابية
بعد عدة نقاشات اعترف متحف مدينة كليفلاند بملكية ليبيا للتمثال، وبموجب اتفاق بين الطرفين، ستبقي مصلحة الآثار الليبية التمثال معروضا في كليفلاند كإعارة مؤقتة لعدة سنوات، وسيبقى التمثال في صالة العرض 107 بالمتحف، المخصصة للمجموعة المصرية، مع وضع علامة جديدة توضح ملكيته للدولة الليبية.
وعلاوة على ذلك، اتفق متحف كليفلاند والمصلحة الليبية للآثار على استكشاف فرص للتعاون المستقبلي، بما في ذلك تبادل المعرفة العلمية وإعارة قطع أثرية أخرى.
الآثار المنهوبة
شهدت ليبيا بعد سقوط نظام القذافي عام 2011 تصاعدا ملحوظا في عمليات نهب وتهريب القطع الأثرية، مستفيدة من حالة الفوضى وانعدام الأمن، وضعف سيطرة السلطات على المنافذ الحدودية.
العام الماضي، أعلنت الولايات المتحدة، إعادة قطعتين أثريتين إلى ليبيا، كانتا قد سرقتا من مدينة “قورينا” التاريخية شرقي البلاد التي أسسها الإغريق في حدود سنة 631 قبل الميلاد، وتوجد بها العديد من الآثار المهمة.
وتحتفظ بريطانيا بالعديد من الأوابد الليبية، ومن أبرزها أعمدة مدينة لبدة الأثرية التي جلبها البريطانيون عام 1816 لتصبح جزءا من معالم المعبد الروماني في مدينة وندسور اللندنية.
في عام 2018، أصدرت “مؤسسة البيرو للصحافة والبحوث” تقريراً يرصد الآثار الليبية المهربة منذ بدء الصراع الداخلي في البلاد، وتصدرت بحسب التقرير كل من بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وأميركا وفرنسا وإسرائيل قائمة الدول التي تم تهريب الآثار الليبية إليها.