منصة الصباح

بدء الاستعداد لشان 2020..هل يكرّر منتخبنا التجربة الدنماركية ؟

مناف بن دلة

بدءا من الغد ولأسبوعين، سينتظم منتخب كرة القدم للاعبين المحليين في معسكر بتونس استعدادا للاستحقاقات القادمة، وعلى رأسها بطولة كأس أفريقيا للمحليين (الشان) المقرر إقامتها في إثيوبيا شهر أبريل القادم.

وكان اتحاد كرة القدم قد أعلن عن قائمة اللاعبين المستهدفين ضمن هذا المعسكر، والتي ضمت 30 لاعبا من 11 ناديا، سيدخلون أول معسكر للمنتخبات الوطنية لكرة القدم في هذا العام.

ولم يحدد الاتحاد إذا ما كان الجهاز الفني للمنتخب الأول وعلى رأسه التونسي فوزي البنزرتي ومساعده علي المرجيني هو من سيتولى الإشراف على منتخب المحليين، لكن هذا الاتجاه هو المتوقع، وفقا لتصريحات سابقة من المدير الإداري للمنتخب الوطني الأول كمال الترهوني، الذي قال فيها إن معسكرين خارجيين (تحت قيادة البنزرتي) سيكونان على ذمة منتخب المحليين قبل المشاركة في (شان 2020).

معسكران قبل الشان

وبحسب الترهوني، سيهدف معسكر تونس إلى تجميع اللاعبين ليتعرف عليهم الجهاز الفني عن قرب ويحدد أولوياته في اختيار العناصر المشاركة في البطولة المقامة على الأراضي الإٌثيوبية، وأن آخرا سيليه انطلاقا من عاشر أيام مارس القادم وحتى موعد المشاركة في الشان، الذي سيفتتح مبارياته في الـ5 من أبريل، على أن يتولى طاقم فني جديد الإشراف على المنتخب في المعسكر الثاني، وأن يكون الإشراف العام للبنزرتي.

دماء جديدة تطمح للتألق

وإذا ما نظرنا إلى القائمة المكونة من (مراد الوحيشي ذ جمال سلطان ذ يوسف مينا ذ محمود عكاشة ذالطاهر بن عامر ذ عبدالرحيم التريكي ذ محمد بن ناصر ذ علاء القجدار ذ أحمد القديري ذ أنيس المصراتي ذ عبدالعزيز الصويعي ذ فتحي الطلحي ذ صلاح فكرون ذ خالد مجدي ذ عبدالله بلعم ذ عبدالحكيم التريكي ذ أبوبكر بوعقيلة ذ وائل صديره ذ منصور رزق ذ عبدالله الجديدو ذ محمد التهامي ذ محمد عادل ذربيع شادي ذ حسن ماتا ذ محمد التاورغي ذ محمد الغنيمي ذ عمران سالم ذ معاذ العمامي ذ معتز المهدي ذ مهند بوعجيلة).

سنجد أن أيا من هؤلاء اللاعبين لم يكن مشاركا في آخر بطولة للشان، والتي نظمتها المغرب قبل سنتين وتحصل فيها منتخبنا على المركز الرابع، ويعني هذا غياب عنصر الخبرة، وفي المقابل توفر الدافع نحو تحقيق إنجاز يحسب للاعبين.

للنصر نصيب الأسد

وكما كان متوقعا، كان لفريق النصر النصيب الأكبر في الاختيارات، فـ7 لاعبين منه سيكونون حاضرين في معسكر تونس، وهذا منطقي جدا في ظل توقف الدوري الليبي، وتألق (الفحامة) أفريقيا ووصولهم إلى ربع نهائي كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفيدرالية).

اتحاد الكرة ومراعاة لظروف استعدادات النصر للقاء حسنية أغادير المغربي في المسابقة القارية بداية مارس القادم، منح لاعبي الفريق استثناء من الالتحاق المباشر بمعسكر المنتخب، لعلمه أن المباريات الرسمية لمعتز المهدي وخالد مجدي وزملائهما خير إعداد لبطولة أفريقيا للمحليين.

تأثير غياب الدوري

على أن أكثر ما يؤرق بال المشرفين على منتخب المحليين (فنيا وإداريا) هو توقف الدوري، نتيجة الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ شهر أبريل الماضي، فالبطولة تعتمد بشكل كامل على اللاعبين الذين ينشطون في بطولات بلدانهم المحلية، وهؤلاء أيذ اللاعبون المحليون- في ليبيا مبتعدون عن المباريات منذ أشهر، وافتقدوا بشكل كامل لحساسية المباريات مع انخفاض متوقع للياقتهم البدنية.

ويأمل الجهاز الفني أن يساعد المعسكران الخارجيان في استعادة بعض من قدرات اللاعبين الفنية والبدنية، وأن يتغلب الحماس والإصرار على النقائص التي تعتري تشكيلتنا المتوجهة بداية أبريل القادم إلى أديس أبابا.

هل يعود البنزرتي بعد عقد من الزمن؟

إن قدر للبنرزتي أن يقود منتخبنا في (شان 2020) فسيستعيد بالتأكيد ذكريات مرّ عليها أكثر من عشر سنوات، عندما كان مدربا لمنتخبنا في أول نسخة من البطولة، والتي استضافتها ساحل العاج سنة 2009.

ويومها دخل منتخبنا وهو متفائل (على الأقل على مستوى الشارع الرياضي) ليتفاجأ بمنافسيه، فتمكن أحدهم (الكونغو الديمقراطية) من هزيمته في المباراة الأولى (0-2)، ثم تعادل زملاء أحمد سعد وسمير عبود في المباراتين التاليتين أمام غانا (1-1) وزيمبابوي (0-0)، فخرج منتخبنا مبكرا بعد أن تذيل مجموعته.

في 2014 كان التتويج الوحيد

ولا يكتمل الحديث عن مسيرة منتخبنا في بطولة أفريقيا للمحليين دون أن نعرج على النسخة الثالثة التي استضافتها جنوب أفريقيا من 11 يناير وإلى 1 فبراير 2014 وتوّج بها فرسان المتوسط، تحت قيادة الإسباني خافيير كليمنتي.

وجوه جديدة لم يعرفها الجمهور أطلت عبر تلك البطولة، منهم الحارس المتألق محمد نشنوش ومعتز المهدي الذي ما يزال متألقا حتى اليوم، والمهدي المصري ومحمد الغنودي، واستطاعت تحقيق اللقب بجدارة، مهدية ليبيا التتويج القاري الوحيد في تاريخها.

ومما يعتبره البعض طريفا أن منتخبنا أحرز الكأس رغم أنه لم يحقق الفوز إلا في مباراة واحدة، كانت أمام إثيوبيا في الدور الأول، أما بقية المباريات فأنهاها بالتعادل، وتأهل عبر ضربات الترجيح.

كدنا نعيد الكرة في المغرب

لكن هذا التتويج لم يستثمر جيدا، وغاب المنتخب عن البطولة اللاحقة (رواندا 2016)، وحل رابعاً في النسخة الأخيرة من البطولة التي نظمتها المغرب قبل عامين، بعد تأهله لدور الـ16 كثاني المجموعة الثالثة، ثم تجاوز منتخب جمهورية الكونغو، واصطدم في نصف النهائي بالمغرب المضيف وخسر 1-3، ثم أعاد الكرة وخسر بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث أمام السودان بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة 1-1.

التأهل بدعوة من (الكاف)

تأهل منتخبنا إلى نهائيات النسخة السادسة من البطولة في إثيوبيا لم يأت نتيجة تفوق في التصفيات، بل جاء بعد قرار من الاتحاد التونسي (الجامعة التونسية) لكرة القدم الانسحاب من النهائيات، لتعارض موعدها مع استحقاقات الأندية التونسية في الدوري المحلي.

وتبعا لذلك أرسل الاتحاد الأفريقي للعبة (الكاف) دعوة رسمية إلى منتخب ليبيا، ليحلّ محل تونس، كونه المنتخب الذي تجاوزته تونس في طريقها للبطولة قبل الانسحاب، حيث انتصرت عليه ذهاباً وإياباً (2/1 و 1/0)، في المباراتين اللتين لُعبتا بينهما في شهري سبتمبر وأكتوبر من السنة الماضية.

ويشابه منتخبنا في وضعه هذا منتخب الدنمارك الذي حل ثانيا في مجموعته خلف يوغسلافيا ولم يتأهل، لكن اندلاع الحرب في البلقان دفعت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى حرمان يوغسلافيا من المشاركة، وتم استدعاء رفقاء بريان لاودروب، الذين فاجأوا الجميع وأحرزوا اللقب.

وهنا نطرح سؤالاً: ” هل يكرّر منتخبنا التجربة الدنماركية؟”.

شاهد أيضاً

بحضور المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية للإعلام: اختتام الدورة التي اقامتها هيئة الصحافة في مجالات الادارة الحديثة

اختتمت اليوم الخميس 21 نوفمبر بالهيئة العامة للصحافة الدورة التدريبية التي نظمتها الهيئة العامة للصحافة …