د. علي المبروك أبوقرين
يحتفلُ العالم في مثل هذا اليوم 30 يناير، باليوم العالمي للأمراض المدارية المُهملة، وهي أمراضٌ متعددة فيروسية وبكتيرية وطفيليه، وكانت مقتصرة على المناطق الاستوائية والمناطق الأكثر فقراً، والتي تفتقد لمياه الشرب النقية، وذات البيئات الملوثة، التي تنتشر بها النواقل المتعددة للأمراض..
ونظراً لتعرّض البلاد لتغيّرات بيئية ومناخية، وما نتج عنها من عواصف وفيضانات وسيول مدمّرة، وارتفاع في مناسيب المياه الجوفية ببعض المناطق، وانتشار بعض الأمراض الحيوانية، وللظروف الاقتصادية الصعبة..
لذا.. اتوجّهُ بنداءٍ لكل القطاعات الرسمية والأهلية والخاصة، بضرورة توحيد الجهود، والتكاثف للاهتمام بالصحة العامة والنظافة، والاهتمام بالبيئة المحيطة، للحدِّ من المضار الصحية الناجمة عن تلك الأمراض، والتي تصيبُ أكثر من مليار ونصف من سكان العالم، وللأسف، في المجتمعات الأكثر فقراً..
ويتوجبُ على كل المسؤولين في القطاعات المختلفة، كالصحة والبيئة والزراعة والثروة الحيوانيه والتعليم وغيرها، ضرورة العمل الجاد لمنع انتشار هذه الأمراض بالبلاد، والاهتمام برفع درجات الوعي المجتمعي بالأمراض المدارية، وأسبابها وخطورتها والوقاية منها، واتخاذ كل التدابير اللازمة لتأمين مصادر المياه الصالحة للشرب والزراعة، وتجفيف كل البرك والمستنقعات،
وتطهير البيئة، والاهتمام بالصحة الحيوانية حفاظاً على الثروة الحيوانية، وعلى صحة البشر، وتوفير جميع الطعوم للوقاية من جميع الأمراض، وضرورة الاهتمام بالترصّد والتقصي والانذار المبكر، من أي مخاطر صحية محلية أو عابرة للحدود..
وعلى القطاع الصحي إدراج هذه الأمراض من ضمن الأوليات في مكافحتها، وعدم إهمالها، وذلك بإدراجها جميعاً في برامج الطب الاستباقي والوقائي، واعتماد البروتوكولات التشخيصية والعلاجية لكلٍ منها، وإقامة الدورات والندوات العلمية بالخصوص،
وإصدار التقارير والنشرات الطبية والصحية والاجتماعية، عن الأوضاع الصحية والبيئية والاقتصادية، ومدى قدرة وجاهزية ومرونة النظام الصحي الوطني في مجابهة كل التحديات والتهديدات الصحية..
نسألُ الله السلامة لأمتنا وبلادنا والإنسانية جمعاء..