الصباح/ حنان علي كابو
يظلّ الكاتبُ يلحقُ أثر مشروعه الثقافي، يُعِدُّ خططه، ويُجدول أعماله وفق رؤيته الخاصة، مُتتبعاً ذائقته، فاردًا أشرعة تطلعاته..
يتأبطُ خارطته التي يسير عليها وفق منهجيته..
تمرُّ الأيام سريعاً، وتدورُ حفلة الوقت، فهل حقَّق ما يصبو إليه..
– ربط الأحداث في حقبٍ تاريخية ودمجها في حبكةٍ من خيال
تُركّز “د.أمينة المغربي” أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة بنغازي، على الروايات الليبية المُستمدَّة أحداثها من أحداث في حقب تاريخية محددة..
وصرَّحت بأنها وجدت في الأدب الليبي مُتعةُ في القراءة، وتنوّع في الطرح، يستحقُ الاهتمام به الذي كان غائباً عن ذائقتها، بسبب انشغالاتها العديدة بتخصصها في الأدب الإنجليزي..
وأضافت قائلة: فمنها قراءة وإعادة قراءة “كتاب المطر الأحمر لعيسى عبد القيوم”، ومحاولة الكتابة عنه، وبعض الروايات الأخرى مثل “رحيل أريس لفاطمة الحاجي”، و”كوتشيرتو قورينا إدواردو لنجوى شتوان”، و”العلكة لمنصور بوشناف”، أضيف بعض روايات “صالح السنوسي”..
كما قلتُ لك سابقاً، التوجَّه لربط الأحداث في حقب تاريخية محددة، ودمجها في حبكة من الخيال الأدبي..
توجهي حالياً للأدب الليبي، حيث أشعر بالذنب لعدم التركيز عليه في بداية اهتمامي بدراسة الأدب، حيث كان تخصصي اللغة الإنجليزية وآدابها..
– إنجازات متواصلة
تعمل الروائية والناشرة “جيهان إسماعيل”، صاحبة “دار جين للنشر والتوزيع”، على الانتهاء من كتابة جزء من روايتها الجديدة “سقوط دولة العشق “..
وقالت “جيهان”:- كمدير دار نشر “2024” كان أهم ما أنجزته هو نشر “7” إصدارات في التاريخ الليبي، لمؤلفين من العراق الشقيق..
أمَّا مشاركة الدار بمعرض طرابلس الدولي، كانت محطة مُهمة لنا.
كما تحصلنا على توكيل من “دار صفاء للنشر بالأردن”، وهناك تعاون مشترك بعرض إصداراتنا ب”سلطنة عُمان”..
أخيراً بنهاية هذا العام كتاب مهم “كي لا ننسى درنة” للكاتبة “مروة فرج الزواري”، هو حالياً تحت الطبع، ويصل قبل نهاية العام، وهو قصص واقعية حقيقية من كارثة إعصار “دانيال”، وما حدث في مدينة درنة، وسيكون هناك حفل توقيع كبير نهاية الشهر الجاري..
وهناك أيضاً إنجاز خاص بالمترجمات، حيث تعاقدنا مؤخراً مع المترجم “احسين حمد الفقيه”، على طباعة كتاب “ملحمة طرابلس لشاعر إيطالي”، وترجمة وصياغة أدبية لـ “حسين الفقيه”..
وكتاب آخر لا يسعنا الإعلان عنه حالياُ، مُترجم، وأدب الرحلات كان له نصيب معنا هذا العام، بكتاب “ذكريات السنين”، تأليف “عيسى زايد الحاسي”، وهو من العسكريين بحرب تشاد مع ليبيا..
القراءة ملاذٌ جميل أمام قبح العالم،
عرقلت بعض الظروف الاجتماعية مشروع القاصّة والكاتبة “انتصار بوراوي” الثقافي..
حيث قالت:- نتيجة ظروف اجتماعية كثيرة، كانت سبب فى تأخير كثير من الأمور الثقافية التى كنت أُخطط لعملها، ولكن ذلك لم يمنعنى من إنجاز كثير من القراءات المهمة، لمجموعة من الكتب التى حرّضتُ قلمي على كتابة مقالات وعروض عنها، لأنها شاغبت كثير من الأفكار والرؤى فى ذهنى..
كذلك، قمتُ خلال هذا العام بلملمة كثير من المقالات الثقافية والنقدية، المنشورة فى الصحف طيلة السنوات الماضية، فى مخطوط دفعت به للنشر، وسيُنشر قريبًا بإذن الله..
بالإضافة إلى عملي على كتابة مجموعة قصصية، سترى النور قريبا..
وتبقى القراءة والكتابة ملاذنا الجميل أمام قبح العالم..
– مشروع توثيقي لتاريخ بنغازي
لم يمُر عام “2024” دون أي إنجازات ثقافية، كما وصفه القاص الراصد “محمد العنيزي”..
وأضاف: بفضل الله صدر كتابي الأخير “بنغازي العامرة” عن مركز “بناء السلام” وإدارة الأزمات.. كان بمثابة لبنة أخرى تُضاف لمشروعي الثقافي الذي بدأته منذ سنوات، وهو توثيق التاريخ الاجتماعي والثقافي والفني لمدينة بنغازي، وكنتُ قد أصدرتُ في هذا المجال كتابين هما “الحركة المسرحية في بنغازي”، و”لمحات من تاريخ بنغازي”، وكل هذه الإصدارات من ضمن مشروعي الثقافي الذي أعمل عليه منذ سنوات.. وبعون الله، سأٌكمل ما أمكن من موضوعات أخرى..
– جُهدٌ ومُكابدة ذهنية
يرى الكاتب والباحث القاص “خالد خميس السحاتي”، أن الحديث عن المنجزات المُحققة في مشروعه الثقافي حديثٌ ذو شجون؛ ويُرجعُ ذلك لعدة أسباب..
حيث قال: “إن العمل على هذا المشروع ينبغي أن يكون مستمراُ ومتواصلا، ولا يرتبط بنهاية عام أو بداية آخر.. قد يكون الإنجاز في سنة ما قليلاً، لكنه في سنة أخرى يكون جيداً.. وقد تكون هناك عقبات أو تحديات، تحول دون السير قُدما، وتحقيق خطوات ملموسة في المشروع الثقافي، بالمعنى أنه قد لا يكون الأديب متفرغًا بشكل كامل للعمل الأدبي، وهو عمل يستغرق بالنسبة لي وقتاً طويلاً، ويحتاج إلى جهد كبير ومكابدة ذهنية، لتنجز نصًّا أدبياً جيداً، ولهذا فإنني أعتبر أن العمل والانشغالات الأخرى، قد استغرقت منِّي وقتاً وجهداً طويلين، على حساب الإنجازات الأدبية، ورغم ذلك، فإنني أحاول أن أكون مُخلصًا لمشروعي الثقافي، ولكتابتي الأدبية وخصوصًا في مجال القصة القصيرة، لقد نشرت هذا العام عدَّة قصص قصيرة، ومقالات أدبية وثقافية في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية العربية، كما أنني أشتغل على مجموعة قصصية جديدة، سوف تصدر قريبًا، إن شاء الله تعالى..
– أوراقُ عملٍ وتحليلات
أنجزت الكاتبة “اشتيوية حسين بن محمود”، عضو هيئة تدريس بالجامعة الأسمرية الإسلامية بدرجة محاضر مساعد، بعض الأعمال كأوراق بحثية خلال هذا العام.. نستعرضها:-
ففي قصيدة النثر “تأصيل المصطلح – الإجراء والمرتكزات – الحضور والتجلّي”..
– وقراءة في رواية “خبز على طاولة الحاج ميلاد”، في ضوء السرديات السيميائية..
– وتطرقت إلى جماليات الشخصية: رواية “حرب الغزالة لعائشة إبراهيم أنموذجًا”..
– كما قدَّمت ورقة عن الالتزام في الشعر العربي المعاصر “قصيدة ذنوب الموت لتميم البرغوثي أنموذجًا”..
– بالإضافة إلى قراءة سيميائية في رواية “مر القدر” لحسين محجوب..
– واستعرضت تجليات المصطلح النقدي في كتاب “الصناعتين” لأبي هلال العسكري..
وفي الحقل السيميائي:- قدَّمت ورقة عن مصطلحات ومفاهيم تحليل الخطاب السردي في “رسالة الغفران”، مصطلح الأدب بين القُدامى والمُحدثين..
لغة الخطاب الأدبي بين التداولية والإبلاغ..
قراءة في مقالين: “خطابنا النقدي، واستشراف أفق جديد” لمحمد الفقيه صالح، و”واقع النقد الأدبي في ليبيا” لعبدالله إبراهيم..
المناص والنوع الأدبي في مجموعة “من قصص الأطفال” للصادق النيهوم..
ثلاثية “الجنس – النوع – النمط” عند رشيد يحياوي، وسعيد يقطين..
قراءة في كتاب “الخبر في الأدب العربي”..
دراسة في السردية العربية “العرض – – الآليات – التحليل..
جماليات البناء السردي: الزمن – الصيغة – الفضاء، في مذكرات “مقادير” لمصطفى القويري.. الاستشراق الفرنسي “الماهية والأصول والأعلام – الخصائص والفاعلية والدوافع”..
التجانس في أجزاء القصيدة العربية القديمة “المقدمة وعلاقتها بالغرض الأساس”..
قراءة في كتاب “إشكاليات القراءة وآليات التأويل” لـ “نصر حامد أبوزيد،
السيرة الذاتية “الأساس النظري”..
قراءة في مُقدّمة كتاب “الاستشراق لإدوارد سعيد”..
تُركّز الباحثة على الأعمال الأدبية كمدخل لدراستها لنيل الإجازة الدقيقة “الدكتوراة”.. كما صدر لها كتاب “أثر اليافعين” عن مؤسسة “دار الجابر للنشر والتوزيع”..