بقلم /🖋 غــــــيداء القـــــــعيد
في العشرين من هذا الشهر تتجه أنظار العالم صوب العاصمة القطرية لمتابعة أشهر حدث رياضي تشهده الكرة الأرضية كل اربعة سنوات حيث تقام نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022.
لم يكن فوز قطر بتنظيم هذه التظاهرة الرياضية بالأمر الهين فقد اعدت لنيل شرف استضافة المونديال ملفا باذخا استطاع ان يطيح بملفات اليابان و كوريا الجنوبية و استراليا و كذلك الولايات المتحدة الأمريكية و كلها دول لها باعها الطويل في مسيرة هذه البطولة المتميزة، غير أن الملف القطري تميز عنها بضمانات غير مسبوقة تكفل التمتع ببيئة باردة و مكيفة في الهواء الطلق حرارتها 27 درجة مئوية اعتمادا على تقنيات حديثة و صديقة للبيئة تضمن تبريد الملاعب و مناطق التدريب و الأماكن المخصصة للمتفرجين، كما وعدت قطر في ملفها المميز ( بالتخلي عن 170 الف كرسي في مختلف الملاعب التي تستضيف المباريات بعد انتهاء البطولة و منحها هبة إلى البلدان النامية ) كما جاء بالنص في الملف المذكور .
ان تحظى دولة عربية في حجم دولة قطر باختيارها من قبل أعضاء اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) لتنظيم هذا العرس الكروي فإنه مبعث فخر ليس لقطر وحدها بل للأمة العربية بأسرها، فالدولة المضيفة لهذه التظاهرة تنتمي لهذه الأمة العظيمة التي لو تركت لحال سبيلها و تخلصت من اطماع الخارج و تدخلات الغير و أتيح لأبنائها فرصة الخلق و الابتكار في جو يسمح بالتفكير المطلق بلا حدود لأبدعت و أبهرت و حققت ما يعجز عنه الغير ، و التاريخ خير شاهد على ذلك .
انظروا إلى حجم الانجازات التي تحققت على أرض تلك الجزيرة الصغيرة و تفحصوا دقة الصانع و عظمة المنجز و روعة التخطيط و سرعة الإنجاز، قد يقول قائل ان ما تم تشييده من مباني و ملاعب و ساحات مبالغ فيه و قد كبد الدولة المضيفة اكثر من مائتين و عشرين مليار دولار و هذا مبلغ باهظ لم يسبق ان أنفق مثله في أي حدث رياضي ، هذا صحيح لكن العبرة بالنتائج، فالمبالغ التي صرفت لم تلقى عبثا بل رصدت بكل دقة لإنشاء أحدث المنشآت الرياضية في العالم التي لا يوجد لها مثيل في الكرة الأرضية قاطبة ، و هي لن تسخر لهذا الحدث فحسب بل ستكون قبلة لكل الأحداث العالمية القادمة و ستتسابق المنظمات الرياضية الدولية على ترشيحها و اختيارها لاقامة محافلها العالمية القادمة . كما أن هذه المبالغ لم تنفق على الملاعب فقط بل على كل ما تحتاجه تلك الملاعب من مواقع خدمية و منتزهات و مرافق و مقار إيواء و …. الخ و هي كلها مقامة على أرض قطر و لخدمة ابنائها و زوارها، فوق كل هذا فإن التقديرات الأولية تشير إلى أن الدخل الربحي المتوقع بعد انتهاء هذا المونديال يصل إلى سبعة عشر مليار دولار اي ان الصفقة مربحة في كل احوالها .
ان فوز قطر بإقامة هذا المحفل الرياضي الكبير يؤكد انه لا مستحيل مع ارادة التفوق لمن يتوقون إلى تسنم قامة المجد.
الوسومالمونديال وصناعة المستحيل
شاهد أيضاً
كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي
خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …