منصة الصباح

متى نتحرر من “الموسم الرمضاني للأعمال الفنية” في ليبيا؟

حمزة جبودة

مع كل موسم رمضاني للأعمال الفنية في ليبيا، أسأل نفسي، متى ستتحرر القنوات والشركات الخاصة بالانتاج الفني، من هذه الرؤية الضيقة للإنتاج.

ليبيا اليوم، أصبحت أكثر مرونة في التنوع الفني بين الدراما والكوميديا، ولا يخلوا موسم رمضاني من هذا التنوع في العدد، وفي بعض الأحيان في النوعية والطرح.

ظاهريًا الأمر مفهوم وواضح، في أن القنوات وشركات للإنتاج، تتخوف أو لا تملك الإمكانيات المتاحة للتحرر من تخصيص فترة زمنية ضيقة لعرض أعمالها. ولكن مع التنوع العربي اليوم في الدراما والكوميديا والسينما، عليهم اتخاذ زمام المبادرة والتحرر تدريجيًا من هذه الفترة الزمنية القصيرة للعرض الفني.

هذا السوق أصبح يتطور مع كل عمل فني عربي، والأعمال الفنية لا تتوقف أبدًا، في مصر وسوريا والخليج، الذي بدأ يخطط منذ سنين على مجموعة أعمال مهجّزة للموسم الرمضاني وأعمال أخرى خارج السباق الدرامي الموسمي المعتاد. وهذا التخطيط أساسه تجاري ترويجي، يبدأ مع تعاقدات مسبقة تضمن البقاء وعدم الغياب من أي فترة زمنية على مدار العام.

في ليبيا، وعلى الرغم من التجارب الدرامية الناجحة منذ سنوات، مازالت عقلية المؤسسات الإعلامية والشركات، متأخرة، ولم تستوعب بعد، أهمية هذا السوق الكبير. لم تفهم أو لم تعمل على استطلاعات وبيانات عن ما هو مطلوب دراميا في ليبيا، على سبيل المثال. هذه المؤسسات والشركات، تعمل بطريقة تقليدية مملة، يصعب فهمها. مازالت ترى في المجازفة خسارة لها، وإن العمل يجب أن يكون في بيئة مضمونة النتائج كالموسم الرمضاني.

خطوة واحدة فقط، كفيلة بتغيير هذا النهج والدخول في عالم جديد يفتح آفاق واسعة للوسط الفني ويُساهم في انعاش الفن الليبي.

بعد كل موسم رمضاني، تُعيد القنوات الليبية، بث الأعمال التي عرضتها في الموسم الرمضاني، وفي أغلب الأحيان الإعادة تتكرر على مدار العام أكثر من مرة. إلى أن يأتي موسم جديد لأعمال جديدة وهكذا.

غابت عن شركات الإنتاج في ليبيا، أهمية الأعمال العربية في ليبيا، وكيف تتجدد عملية المتابعة لأي عمل عربي درامي بعد الموسم الرمضاني. والأهم من كل هذا، كيف أصبح المشاهد في ليبيا، واعيًا وأكثر نضجًا في معرفة نوعية الأعمال وما يحتاج مشاهدته.

خطوة واحدة، إنتاج عمل ولو بسيط، كتجربة أولى، ما بعد الموسم الدرامي الرمضاني، ولتكُن هذه الخطوة “اختبار” للمشاهد في ليبيا، ومن خلالها يتم العمل والدراسة المختصة في جدوى الإنتاج خارج الموسم السنوي المعتاد. وأنا على يقين بأن تجربة واحدة لأي قناة أو شركة إنتاج، ستُشجع الكُتّاب والمخرجين والفنانين والفنانات، على العمل أكثر والاجتهاد لأن يكونوا حاضرين في المشهد الليبي الفني، على مدار العام. وهذه التجربة ستساهم تدريجيًا في تطوير الآداء والإخراج والتسويق بطريقة تليق بصورة ليبيا فنيًا في الداخل والخارج مستقبلاً.

شاهد أيضاً

بخُورُ العِيدِ… وَعَدْوَى التَّقْلِيدِ

كان الليبيون في العيد يستيقظون باكراً، يفطرون على بضع تمرات أو على العصيدة الدافئة، ومنهم …