الصباح-وكالات
عاد ملف المرتزقة الروس في ليبيا إلى الواجهة في تطور جديد، بعدما كشفت صحيفة نيورك تايمز الأمريكية، وصول نحو 200 مقاتل روسي بينهم قناصة لدعم قوات حفتر، في محاور القتال بطرابلس.
وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها أن القناصة الروس ينتمون إلى شركة فاغنر الروسية، وهي شركة شاركت أيضاً في حرب سوريا، ويملكها طباخ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في ذات السايق، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن مئات المرتزقة الروس المسلحين والمدربين على أعلى مستوى، يقاتلون إلى جانب قوات حفتر في محاور القتال بجنوب العاصمة، مشيرةً إلى أن مجموعة متكونة من حوالي 20 مرتزقا روسيا وقعوا في قبضة قوات الوفاق.
من جهتها، نفت وزارة الخارجية الروسية على لسان نائب وزيرها “سيرغي ريابكوف”، الذي نفى وجود مرتزقة روس للقِتال مع قوات حفتر في طرابلس، قائلاً إن أخبار الصحف الأمريكة مجرد شائعات.
وأضاف ريابكوف، أن موسكو هدفها تحقيق تسوية سياسية في ليبيا عبر دعم جهود الأمم المتحدة الرامية لحل الأزمة في ليبيا عبر الحوار.
ويعتبر الرد الروسي، هو الأول من نوعه حول ملف المرتزقة، حيث طالب رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج المسؤولين في موسكو بالتحقيق في ملف المرتزقة الروس الذين استعان بهم حفتر في حربه على العاصمة، وفق ما ذكره في مقابلة تلفزيونية سابقة مع قناة “فرانس 24”.
وأبدى السراج ثقته في الدور الذي تلعبه روسيا في استقرار ليبيا، مؤكدا أن الاستعانة بالمرتزقة ستطيل من أمد الحرب وفق قوله.
وكان برلمانيون من الائتلاف الحاكمِ في إيطاليا قد حذروا، من أَن المشاركة النشطة لمئات المرتزقة الروسِ إلى جانب حفتر، قد تشكل تحولا مقلقا لمصيرِ الصراعِ في ليبيا، ومن شأنها الإضرار بجهود المصالحة الوطنية في البلاد.
من جهته أعرب السفير الأَمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند ، عن قلقِ بلاده بشأن ارتفاع أعداد الصحايا المدنيين وتورط جهات خارجية حكومية والمرتزقة في ليبيا.
وتحدثت عملية بركان الغضب منذ بدء العدوان على طرابلس عن استعانة حفتر بمرتزقة أفارقة وروس قبل أن يتأكد الأمر عبر ظهور المرتزقة في مقاطع مصورة في القتال مع مسلحي حفتر وانخراطهم في عمليات قتل من بينها تصفية عائلة في منطقة سبيعة جنوبي طرابلس.
ويقول مراقبون إن ورقة المرتزقة مهمة في حروب روسيا الخفية في المنطقة فقد سبق وإن استعملت نفس الأسلوب في سوريا قبل انخراطها في الحرب هناك بشكل مباشر.