المجلس الصحي العام والتعليم الطبي
بقلم: د . المهدي الخماس
التعليم الطبي ليس نبتة شاذة بين الصخور أو وردة في مكب زبالة. التعليم الطبي هو جزء من المجتمع وثقافته وحضارته. جزء حيوي ويدخل في اقتصاد المجتمع وتحديثه وتنويره. فهو يقوى بقوة المجتمع ويضعف بضعفه ويفسد بفساده. وهو من الأهمية أن مخرجاته تنعكس وقتيا وعلى وقت طويل على حياة المواطن والمجتمع. فالعقل السليم في الجسم السليم. والجسم السليم يحتاج الطبيب والممرض والصيدلي وفني العلاج الطبيعي وعالم النفس وطبيبها.
ومخرجاته تساهم أيضا في اقتصاد الوطن بزيادة الإنتاج بالمحافظة على صحة المواطن والتقليل من أيام الغياب عن العمل بسبب المرض. وكذلك عن طريق توفير العلاج له في مدينته وقريته واستثمار نقوده بالداخل بدل صرفها على العلاج بالخارج. وتساهم مخرجاته كذلك بالحفاظ على روح الشباب في المجتمع وزيادة عدد سكانه في هذه القطعة المباركة والمحتاجة الى الكثير من البشر لإعمارها. يقوم بذلك بعلاج امراض العقم ومنع الأطفال وأمهاتهم من الموت عن طريق العناية السليمة ذات الأخطاء الطبية القليلة.
التعليم الطبي سار بسرعة البرق ونحن نحاول اللحاق به بسرعة السلحفاة. اليوم التعليم الطبي يناقشه الغير لتحسين المستوى والمخرجات ونناقشه لتكوين المحتوى والحد الأدنى من المخرجات.
تحت رعاية المجلس الصحي العام وبمشاركة مركز ضمان الجودة وإعتماد المؤسسات التعليمية ومجلس العمادات ومجلس التخصصات الصحية وعدد من عمداء الكليات أقيم مؤتمرا لمنتدى التعليم الصحي. شارك الجميع وبحماس ونقاش راقي. تطرق المؤتمر الى حوار حول واقع التعليم الطبي والتحديات التي تواجهه ومقترحات الحلول. وكانت المؤائد المستديرة مربط الفرس ومحط أنظار الجميع. نعم غاب بعض أصحاب القرار ولكن المؤتمر نجح واستكشف وحاور وخرج بتوصيات أغلبها عملية. الكرة في ميدان أصحاب القرار.
إتضح بما لايعدوا أي شك أن التدريب الطبي مابعد كلية الطب له أركانه وشروطه ومؤشراته لتوفير طبيب ذو جودة وأخلاق ليكمل استحقاقات المواطن الليبي في حياة صحية كريمة. وأتضح لي كذلك أن مجلس عمادات التدريب هو الجهة الصح والمخولة بتنظيم برامج التدريب التخصصي وتتطويرها. واتضح أن أمام مجلس التخصصات الكثير من المسائل لتطوير إمتحانانت شهادات التخصص واستحداثها وتطويرها في التخصصات العامة والدقيقة. إتضح لنا كذلك أن مجلس التدريب ومجلس التخصصات تقع عليهما مسؤولية التكامل ووضع منهجية التعليم الطبي مابعد الجامعة وتنظيمية وتطويره.
إن شاء الله أتطرق الى النقاش الذي تم حول التعليم الطبي في المرحلة الجامعية وحول أعضاء هيئة التدريس السريرين ومكانهم من التعليم الطبي.
ولهذا أيها الإخوة عندما نناقش تعليمنا الطبي بكل مشاربه ومكوناته فاننا نناقش أركانا عديدة بعضها ليس واضحا لعين الناظر السطحي. فالأمر متداخل والطريق مزدوجة. وجزء من المعلومة والخبرة التي لانعلمها ربما نحتاجها من خارج الوطن.