منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
استطلاع وتصوير/ التهامي بلعيد – آمنة رحومة
يشهد القطاع الزراعي في ليبيا اعتمادًا متزايدًا على المبيدات الحشرية لحماية الخضراوات والفواكه من الآفات، في ظل تحديات مناخية وبيئية تؤثر على الإنتاج.
هذا الاستخدام – خاصة عندما يتم بشكل عشوائي أو دون التقيد بالإرشادات الفنية – يثير مخاوف جدية بشأن انعكاساته الصحية على الإنسان، سواءً المزارعين أو المستهلكين، ما يفتح باب التساؤل حول حجم المخاطر وفاعلية الرقابة، ويطرح ضرورة تضافر جهود الجهات الرسمية والمزارعين لضمان غذاء آمن.
الإطار القانوني والرقابي
في حديثه، أكد «صالح الحمادي»، مدير إدارة الإرشاد الزراعي، أن دخول أي مبيد زراعي إلى السوق الليبية يخضع لضوابط صارمة ويجب أن يكون مدرجًا ضمن القائمة الرسمية المعتمدة من الجهات المختصة.
وأشار إلى وجود لجنة متخصصة لتسجيل المبيدات وفق القوانين الليبية، مشدداً على ضرورة إشراف مهندسين زراعيين وفنيين على استخدام المبيدات داخل المزارع.
المخاطر الصحية
أما «د. أسامة محمد»، فيؤكد أن المتبقيات الناتجة عن المبيدات والسموم الفطرية تشكل عامل خطر مباشر على صحة الإنسان، وتشمل الإصابة بالأورام وتضرر الكبد والكليتين والجهاز العصبي، مع استمرار المخاطر رغم الطهي والمعالجة الحرارية للمنتجات الزراعية.
في الوقت الذي لا يخفي فيه «د. أسامة بن لاغا» توجسه من غياب المعلومات الدقيقة حول طرق إنتاج المحاصيل وعدم التزام العمالة غير المؤهلة بالطرق السليمة يؤدي إلى استخدام مبيدات وأسمدة بشكل غير منظم، مما يعرض المستهلكين لمخاطر كبيرة.
ضمان سلامة الغذاء
يشير«م. محمود الزائدي»، مدير مركز الرقابة على الأغذية والأدوية في بنغازي، إلى أن استخدام جرعات زائدة من المبيدات في بعض الحقول يُعد من أبرز أسباب تلوث الخضروات والفواكه، مع تأثيرات صحية خطيرة للمستهلكين.
تحديات ميدانية
من جانب المزارعين، يؤكد «عبد الغني سليمان قمو» أن استخدام المبيدات غالبًا يتم بناءً على خبرة شخصية وليس وفق تشخيص علمي، مع تجاهل فترات الأمان قبل جني المحصول، مما يؤدي لبقاء بقايا المبيدات على الخضروات والفواكه.
ويشير المزارع «حسين عمر قمو» إلى أن ارتفاع أسعار المبيدات الآمنة ودافع الخوف من خسارة المحاصيل بعض المزارعين لاستخدام أنواع أرخص وأكثر خطورة، خاصة مع ضعف الإرشاد والمتابعة الرسمية.
لا يحتمل التأجيل
يبقى ملف المبيدات الحشرية في المزارع الليبية قضية تمس صحة المواطن بشكل مباشر، خاصة وأن التوازن بين حماية المحاصيل وضمان سلامة الغذاء لا يتحقق إلا عبر تنظيم صارم لاستخدام المبيدات ونشر الوعي بين المزارعين والمستهلكين، إلى جانب توفير بدائل آمنة تحمي الإنسان والبيئة في آن واحد.
وتظل الجهود المشتركة بين الجهات الرسمية والمزارعين والمستهلكين هي الضمان الوحيد لإنتاج غذاء صحي وآمن يلبي احتياجات المجتمع دون المخاطرة بصحة الإنسان.
