بلا ضفاف
عبد الرزاق الداهش
ما من أحد لم ينخرط في حملة التذمر من الفساد، والفاسدين، الذين ابتلعوا ما هو أخضر، ولم يتركوا ما هو يابس.
مضاربون، وبارونات تهريب الوقود، وتجار الترامادول وآخرون مثلهم، أخذوا حصتهم في وليمة الكلام ضد الفساد.
كل مسؤول فاسد، وكل رجل أعمال مفسد، هذه هي الصورة الذهنية، أو النمطية، التى تكونت لدى قطاع واسع من الناس.
الجميع يعرف من اثروا بشكل غير مبرر، ومن تكدست لديهم الأموال بصورة غير مشروعة.
والسؤال من بذل أي مجهود في الحرب غير القائمة ضد الفساد.
فمن تصد لشخص تقدم لخطبة أحد بناته، أو اخواته، لأنه مهرب وقود، أو حتى آثار، وقال له: (الله بيننا وبين الحرام)!
من منّا امتنع عن مصافحة شخص متورط في كسب غير مشروع، بما في ذلك اعمال السطو.
نعرف أنه تاجر مخدرات، ومع ذلك نتوجه إليه كي يتبرع لنا من (ماله)، بين قوسين، لبناء سور مقبرة وحتى توسعة مسجد.
المهم ليس مؤسسة لضبط الفساد غير قادرة على ضبط الفساد، بل مجتمع بدل ان يكون بيئة طاردة تحول إلى حاضنة، وحتى محفزة له.
ويكفي مفردات على نحو: “الرجل خدم على روحه”، و”الحاج فتح عليه ربي”، وباقي مفردات قاموسنا الاجتماعي.