عطية باني
شعراء لم يخرجوا عن نواميس المجتمع، صاغوا أشعارهم بما يلائم مجتمعهم، حركتهم ونشاطهم،:تجمعاتهم ومواسمهم.. فهذا مسعود القبلاوي يكتب (وين سيبتوها ام الضفاير وين .كانت معاكم ريتها على البير).. فهو ابن البيئة حينما كانت الفتيات يردن الماء من بئر الحي حيث لا وجود للحنفيات، وكان شعر الفتاة، في العادة، مفتولا يشبة الضفيرة،
فصور المكان والحالة. وهذا الحريري يكتب (على بابكم بان الربيع منور .. زين انحجب ربي صور).
وفي المثل الشعبي (الربيع من فم الباب ايبان)، وهذا المثل يدخل ضمن مدح الحٌسن والجمال في كل شيء وأحيانا العكس.
وهذا فرج المذبل يكتب (حلو العتاب عتبيني .. تزيدي غلا في عيني)، فالعتاب عندما يأتيك من حبيبك وصديقك هو حب في حد ذاته.. عاتبك لأنه يحبك ولا يريد أن يخسرك، وحبيبك مرآتك.. وجاء في العتاب الكثير من القصائد الفصيحة، ولكن مايميز الشعر المحكي أو العامي الغنائي هنا، هو التناول وتركيب المفردات، حيث يأتي المعنى لاخجل فيه أو معابة.
أما عمر المزوغي فقد ترك لنا رائعته (صبح عليك الورد ياحلو يا ضاحك) لتظل أغنية الصباح، ولأكثر من أربعين سنة، حين تسمعها وأنت ذاهب لعملك أو لمشاوريك الخاصة، تمتلئ بالانتعاش والحيوية..
أليس هؤلاء قياصرة؟