بقلم / محمد الفيتوري
فـــي دولـــة تقتـــرب ميزانياتهـــا الســـنوية اكثـــر من اربعيـــن مليـــار دينار يعشـــش العجز في شـــتى مناحي الحياة .. هـــذه حقيقة ماثلة أمام الجميـــع .. لقد طـــال العجـــز حتى جمع القمامـــة مـــن الشـــوارع الرئيســـية للعاصمـــة التـــي كانـــت ولوقـــت ليـــس بالبعيـــد مثـــالا يحتـــدى بـــه في النظافـــة مناظر لاتســـر العدو قبـــل الصديـــق تلـــك التـــي تتمثل فـــي القمامة المتجمعـــة وهي تحترق علـــى حواف الطرقات وتلـــوث الهـــواء بالمخلفـــات البلاســـتيكية الخطيرة المســـببة للاقراض نعـــم حتى الهواء تضـــرر من واقـــع الحال الذي يعيشـــه الليبيون فإلـــي أين المفر ؟
وســـط هـــذه التراجيديـــا الســـوداء التـــي تلـــف حياتنـــا وتحاصرنـــا مـــن كل اتجـــاه ؟!
لقـــد اجتمعـــت كل الظـــروف الســـيئة وبدأ الصبـــر ينفـــذ فـــي دولـــة اســـتطاعت القمامة أن تلحـــق بهـــا هزيمة قاســـية رغم مـــا تمتلكه مـــن إمكانيـــات ومـــوارد لـــو ســـخرت بطريقة صحيحـــة لتغيرت كل هذه المعطيات البائســـة .
نـــدرك أن الدولـة تمـر بظـــروف اســـتثنائية لا تـــكاد تخفـــي علـــى أحـــد ككل هذا لـــن يكون مشـــجباً تلقى عليـــه تقاعس الجهـــات المعنية وعجزهـــا وفشـــلها حتى فـــي احتـــواء الأطنان اليوميـــة مـــن قمامـــة الليبييـــن التـــي تـــكاد تغـــزو حتى الـــدول المجـــاورة نتيجـــة لتقصير الجهـــات المعنيـــة فـــي الدولـــة مـــن جهـــة ولســـلبية المواطن من جهة أخرى أن القمامة باتـــت تهـــدد صحـــة المواطنيـــن وتســـاهم في انتشـــار الأمراض هذا علاوة عن أن تكدســـها بهـــذا الشـــكل الـــذي نراه فـــي شـــوارع المدن يعـــد تهديدا مباشـــرا وصريحا لســـلامة البيئة
ومـــن هـــذا المنطلـــق ينبغي اتخاذ الإجراءات العاجلـــة لمعالجـــة هذا الوضـــع الكارثي الذي لـــم يعـــد مـــن الممكـــن الســـكوت عنه لمـــا له مـــن نتائـــج وخيمة بـــل أن هذا الوضـــع يعكس بجـــلاء عجـــز الدولة في احتواء هذا المشـــكل البيئـــي الـــذي يتفاقـــم يومـــا بعد آخر .
فـــي الـــدول الأخرى هنـــاك معالجـــات علميـــة للمخلفـــات ومن النـــادر أن ترى تكدس القمامـــة وذلـــك بإنشـــاء مصبـــاح التدوير هذه القمامـــة والاســـتفادة المثلى فيهـــا على اعتبار أنها تشـــكل رافـــدا مهمـــا لاقتصادياتهـــا أما عندنـــا نحـــن فهي مشـــكلة عويصـــة تنتظـــر الحلـــول التـــي قـــد تأتـــي أو لا تأتي !!!