بوضوح
بقلم : عبد الرزاق الداهش
لو سألت عشرة من سكان المنطقة الغربية، من منهم الطرابلسي، لا احد سيقول لك انا، إلا اذا كان من سكان طرابلس.
فالزاوي زاوي، والخمسي خمسي، والعجيلي عجيلي، والمصراتي مصراتي، وحتى التاجوري في أغلب الأحيان تاجوري.
في المنطقة الغربية يعرفون مدنهم،وليبيا فقط، أما ولاية طرابلس كبرزخ بين بلداتهم، وبلادهم، فلا وجود لها في قاموس الشارع الغرباوي.
في المدة الاخيرة بدأت تظهر مفرادات، حتى لا نقول فقعات، ولكن لا علاقة لها بالشارع.
مجموع عدد المنخرطين في الهيئة الطرابلسية، لا يتجاوز عدد الحضور لندوة ثقافية تتعلق ادب الطفل.
ولعله لا احد يعرف الاتحاد الطرابلسي، إلا كنادي، نقصد لا شيء عن ولاية طرابلس في الوعي الجمعي لسكان هذا النطاق الجغرافي.
اما التاريخ فيتضمن فرسان القديس يوحنا، والوندال، وجامع الناقة، ومستودع كبير من الماضي ولكن تظل تلك الاشياء من مستحضرات الذاكرة ليس إلا.
أهلا في الجنوب ربما أكثر ميلا لذكر قبائلهم من مدنهم، ولكن إلى فترة قصيرة، لا شيء تعني كلمة فزاني إلا نوع محبب من التمور.
فهناك المقرحي، والسليماني، والحسناوي والقذافي، والحضيري، والتيباوي، إلى أخره، ثم الليبي.
أما اهلنا في شرق ليبيا، فهناك من يسمي قبيلته، وهناك من يسمي مدينته، اما الدعوة البرقاوية فهي نتاج ارتباك المرحلة الانتقالية، والصراعات السياسية، فهي ليس مرتبطة بهوية ثقافية، أو اقتصادية حتى.
ولا نستطيع أن نتجاهل هنا الدافع الغنائمي لدى الكثير من معسكر الفدرالية، عالي الصوت، وقليل العدد.
النظام الفدرالي غير مناسب لليبيا، وهو لم يصمد حتى عشرة اعوام، وقد سقط امام الخفائق الموضوعية، قبل ان يسقط بمرسوم ملكي.
ليبيا اولا دولة ريعية، وتحتاج إلى نظام لا مركزي، لتحقيق تنمية مكانية، وتوزيع عادل، وليس متساويا للريع، على معايير وطنية، أو مواطنية.
الفدرالية ثانيا يمكن ان توحد المقسم، ولكنها بالتأكيد تقسم الموحد أيضا.
اتصور أن عشرة محافظات، هو النظام الاداري الانسب، تجربة وليس تخمينا، وعلى كل حال عندما تتحسن النوايا يتسوى الحساب، على قول الليبيين.