الصوت الذي لا يرتجف
محمود السوكني
تجاوز عدد شهداء العدوان الهمجي لعصابات الكيان الصهيوني على السكان المدنيين في غزة الثمانية ألاف شهيد ، ولازال العالم (يتمنى) على المحتل أن يكون هجومه العسكري متفقاً مع القانون الإنساني الدولي فقط لا أكثر !
كما تمكن الرئيس الأمريكي الفذ من إقناع النتن ياهو على إعادة منظومة الاتصالات والنت إلى غزة (!) باعتبارها أكثر مطالب سكان غزة إلحاحاً وليس الماء والدواء والأمان !
من جهته طالب رئيس السلطة الفلسطينية إخوانه قادة الأقطار العربية بسرعة عقد مؤتمر قمة طارئ لبحث العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة ، ومع أن هذا المطلب يعد أضعف الإيمان إلا أنه لم يحدد بعد موعداً لعقده ولا عرف المكان الذي سيحظى بتشريفهم حتى اللحظة ! ويرى المطلعون على بواطن الأمور أن القمة المأمولة لن تحظى بتشريف أغلب القادة ولن يصدر عنها سوى عبارات الاستنكار والتنديد والترحم على الشهداء ، وهذا هو المتوقع من دول لازالت رغم همجية العدو المحتل وتنكيله المتعمد بأشقائهم وأبناء عمومتهم ، لازالت تحتفظ بعلاقات رسمية تسمح بارتفاع أعلام الصهاينة خفاقة على الأرض (اللي بتتكلم عربي) فيما يتنطع بعضهم ويسرف في علاقاته مع الهمج الصهاينة إلى درجة التعاون العسكري المبرم فيما بينهم وفق عقود واتفاقيات مخجلة .
وسط كل هذا العبث بمصير الأمة والتهاون – الذي يرتقي إلى مستوى العمالة – في ضمان حقها في الوجود بلاد أمنة ومستقرة ، يخرج علينا صوت “أبوعبيدة” ليثلج صدورنا ويهدئ من روعنا ويمنحنا الثقة في أبنائنا الميامين الذي يسطرون ملحمة الجهاد المقدس وينتزعون حق وجودهم فوق أرضهم رغم تكالب قوى الشر وتحالفها مع العدو المحتل ، صرت متلهفاً كغيري لسماع صوت “أبوعبيدة” وهو يبهجنا بأخبار رجال المقاومة البواسل ، الصدق في نبرات صوته يبث في نفوسنا الأمل ، والنظرة الحادة التي تلحظها بوضوح في وميض عينيه تنبئ بأن النصر قريب ، وهذا هو الفارق بين إطلالته الواثقة والحضور الباهت رغم كثافة الأبواق المأجورة التي سخرها العدو بملياراته لإحباطنا ونشر الذعر في قلوبنا وإيهامنا بأنه الجيش الذي لا يقهر وبأنهم باقون ونحن الراحلون !
في أخر إطلالة لابي عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام ، وجه كلمة إلى زعماء وحكام الأمة العربي قال فيها بالحرف ( أننا لا نطالبكم بالتحرك لتدافعوا عن أطفال العروبة والإسلام في غزة من خلال تحريك جيوشكم ودباباتكم ، لا سمح الله!) وأضاف ( هل وصل بكم الضعف والعجز إلى أنكم لا تستطيعون تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية ! )
هل بعد هذا القول قول ؟!