منصة الصباح

الشيخ الحسناوي والشاب السندباد

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

كنت متواجدا في لقاء حول تصميم عقد اجتماعي يمكن ان يكون ميثاق شرف بين الليبيين أو وثيقة مجاورة للدستور.
فلماذا لا يبرم الليبيون اتفاقية “جنتل مان” يحرمون فيه قطع امدادات المياه، أو النفط، أو الاعتداء على حرمة مؤسسات التعليم، أو الصحة، إيفاء الحق بالقوة.
كان الحوار جادا حول اهمية هذا العقد في هذا الظرف الليبي، الذي يسجل أعلى معدلات الخروج عن القانون.
كنت قد تناولت من جهتي موضوع القبيلة كونها مكون لزمن ما قبل الدولة، وينبغي أن تنقرض مثل الديناصورات.
فالقبيلة مكانها كتب التاريخ، تدرس مثل دولة الغساسنة، وبهاء الدين قراقوش، وقصة أهل الكهف وليست بضاعة صالح لعصر السماوات المفتوحة.
لا توجد القبيلة في امريكا منذ أن ترك الهنود الحمر الغابات، كما لا توجد في أي بلد متقدم، ولا حتى في شمال تونس.
وتبعا لحقيقة العصر فالقبيلة لدينا تعيش حياة مضطربة مثل خرتيت في محطة ترام حتى صارت ملاذا آمنا للفاسدين، والخارجين عن القانون.
كان الشيخ محمد العجيلي الحسناوي أحد الحاضرين، وكان موافقا على كل ما قلت، وهو شخصية اجتماعية لها ثقلها.
وكان شابًا صغيرا، ولعله اصغر ممن كانوا في اللقاء معترضا على كل ما قلته، وحتى ببعض التشنج، وكان يرى أن مجلس القبائل هو الحل، والذي يتعين أن يحكم ليبيا.
كان ذلك صادما بالنسبة لي فكيف لرجل بعمر الشيخ الحسناوي أن يكون حداثويا أكثر من شاب بعمر أحفاده.
لدينا اشخاص يعيشون عصرهم، ولدينا آخرين لم يقوموا بابديت منذ الغارة الامريكية في (86)، ومازالوا يعيشون بأثر رجعي.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …